تقدم المهندس ماهر خله مرشح الحزب الوطني عن دائرة محرم بك بالإسكندرية بطلب للرئيس مبارك رئيس الحزب الوطني لإعفائه من الترشيح لمقعد العمال في الدائرة حفاظاً علي الوحدة الوطنية وحماية للمواطنين من أحداث الفتنة التي أوقعت ثلاثة قتلي وعشرات الجرحى . واعتبر خله انسحابه هذا محاولة فردية لم تأت تحت أي ضغط أو تدخل سواء من الحزب الوطني أو الكنيسة. وأكد أنه لم يتخوف من الانتخابات بل إنه كان متأكدا من الفوز . ومن جانبها ، أصدرت أمانة الحزب الوطني بالإسكندرية بياناً تستنكر فيه أحداث الإسكندرية ، واستنكرت الاعتداء علي مرشح الوطني في الدائرة ماهر خله ، مؤكدة أن مواطني مصر متساوون ولا يوجد خلافات بينهم ، متهمة بعض الفصائل بإثارة الفتنة بين المواطنين . وأكد الدكتور محمد السيد الزقاق أمين الحزب الوطني بالإسكندرية أن ما حدث لا يمت للإسلام بصلة ، وأكد وجود تلاعب من جانب جهات تتلاعب انتخابيا في الوقت الذي تستعد فيه مصر للانتخابات البرلمانية استكمالا لمسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي. ومن جانبه ، طالب أسامة جادو مرشح الإخوان على مقعد الفئات بالدائرة بضرورة إصدار الكنيسة لبيان توضيحي يضع الأمور في نصابها الصحيح ويحافظ على مشاعر المسلمين والمسيحيين خاصة وأن القضية لا تخرج عن كونها مشاعر زائدة وحماسة . وأكد أن البيان من جانب الكنيسة سيضع حدا لكل الشائعات ، نافيا أن يكون سبب انفجار الأزمة هو الحملة الانتخابية متهما الأمن بترك الأمر يأخذ اتجاها أخر وعدم مراعاة التحقيق في الأمر وإصدار بيان يوضح حقيقة ما حدث خاصة وأن الكنيسة تعترف شخصيا حسب بيان المجلس الملي بمنع المسرحية منذ عامين مؤكدا عدم وجود يد للإخوان في ما حدث. من جهته طالب الدكتور عصام العريان القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين البابا شنودة الثالث بابا الأقباط الأرثوذكس بالاعتذار عن الإساءة إلى الإسلام وإلى الرسول عليه الصلاة والسلام من خلال قيام إحدى الكنائس في محافظة الإسكندرية بعرض مسرحية طائفية ، الأمر الذي أدى لتجمهر آلاف المسلمين والتظاهر أمام الكنيسة احتجاجا على عرض المسرحية مطالبين الكنيسة بالاعتذار عن ذلك والتحقيق مع من يقفون وراء المسرحية ، كما أسفرت المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من ثمانين جريحا . وطالب العريان بضرورة أن يتم التحقيق في الواقعة لتحديد مدى مسئولية الكنيسة عن الإساءة إلى الإسلام ورسوله ، كما طالب بعزل المسئولين عن تفاقم المشكلة ووصولها إلى هذا الحد . واعتبر القيادي الإخواني أن ما حدث في الإسكندرية يتطلب معالجته بطريقة حكيمة ، داعيا المخلصين من أبناء الإسكندرية إلى التدخل لعلاج الموقف بالحكمة . ورأى العريان أن مطالب المتظاهرين لم تخرج عن حيز المشروعية حيث طالبوا باعتذار البابا شنودة وقيادات الكنيسة القبطية عما اقترفته الكنيست من سب في حق الإسلام والمسلمين ، مشيرا إلى أن الكنيسة ليست في حاجة إلى سب الإسلام لتنشر فكرتها . وأضاف أن مصر تمر بمرحلة تحول ديمقراطي ويجب ألا تحدث مثل هذه المشكلات التي من شأنها أن تعطل عجلة الديمقراطية . وكانت مصادمات دامية قد وقعت بين قوات الأمن المركزي وأهالى منطقة محرم بك المجاورة لمسجد أولاد الشيخ المقابل لكنيسة مارى جرجس عقب صلاة الجمعة ، حيث تجمع أكثر من أربعة آلاف مصلى وظلوا يكبرون ويهتفون هتافات إسلامية ، مطالبين باعتذار البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية ، كما طالبوا بإقالة المسئولين بكنيسة مارى جرجس الذين سمحوا بعرض المسرحية وطبعها على أقراص مدمجة وتوزيعها . وعند محاولة قوات الأمن محاصرة المتظاهرين ومحاولة تفريقهم ردت جموع المصلين برشق قوات الأمن بالحجارة ، وردت قوات الأمن بإطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع مما أدى لإصابات المئات من المصلين بالاختناق ، وقامت قوات الأمن بإغلاق كل الشوارع المؤدية إلى المسجد والكنيسة قبل أن تغلق كل الشوارع المؤدية إلى حي محرم بك في وقت لاحق .