علمت " المصريون " أن القيادة السياسية تتابع بقلق واهتمام مؤتمر أقباط المهجر، المقرر عقده في الولاياتالمتحدة برئاسة عدلي أبادير ، وبمشاركة العديد من نشطاء حقوق الإنسان الذين يتبنون أجندة طائفية تجاه الأقباط في مصر وعلى رأسهم الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون ، وما قد يترتب على المؤتمر من تداعيات على الأمن القومي المصري، خاصة وأن أبادير يسعى لجعل ملف الأقباط أحد الملفات المطروحة على جدول أعمال الكونجرس الأمريكي . وكشفت مصادر مطلعة أن رئاسة الجمهورية أجرت اتصالات مع بعض الشخصيات القبطية التي ستحضر المؤتمر، وتم تكليفها بكتابة تقرير وتقديمه فور انتهاء المؤتمر إلى الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ، والذي تولى عمليات الاتصال ونقل التكليفات، ليرفعه بدوره إلى الرئيس مبارك مباشرة، وذلك لمعرفة طبيعة دور وحجم مساهمة الأشخاص والمؤسسات والهيئات المصرية والأجنبية، وما أثير عن الترتيب خلال المؤتمر لإثارة عمليات شغب واسعة أثناء الانتخابات البرلمانية. من جانبها ، أكدت شخصيات قبطية ، تمت دعوتها لحضور المؤتمر ، أن إدارة المؤتمر كلفتها بكتابة تقارير مفصلة حول أبعاد ووقائع الأحداث الطائفية التي شهدت منطقة محرم بك بمحافظة الإسكندرية على خلفية قيام كنيسة "مار جرجس" بعرض مسرحية طائفية مسيئة للإسلام . التعليمات التي أصدرتها إدارة المؤتمر تضمنت أيضا توجيه المشاركين إلى التركيز على تلفيق الاتهام لقوى إسلامية بأنها أججت الفتنة للإضرار بالمرشح القبطي في دائرة محرم بك ماهر خلة، والذي قدم اعتذارا إلى الحزب الوطني ، عن خوض الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، مبرراً اعتذاره بحرصه "على الوحدة الوطنية ووأداً للفتنة في مهدها". وفي إطار الضغوط التي يمارسها أقباط المهجر على الحكومة المصرية ، أرسل ميخائيل منير رئيس ما يسمى رابطة الأقباط الأمريكيين خطابا لمجلس الشيوخ الأمريكي يطالبه فيه بالتدخل الفوري لوقف ما أسماه التصعيد الحالي للعنف الجماهيري والإرهاب ضد المسيحيين الأقباط في مدينة الإسكندرية. وقال منير في خطابه "نطالب الكونجرس باعتباره المشرع الأمريكي الذي يدعم حقوق الإنسان بالاتصال بالسفارة المصرية (في واشنطن) والحكومة أيضا للتعبير عن قلقه إزاء سلسلة العنف الجماهيري الذي يستهدف الجالية القبطية في الإسكندرية ". وذكر منير في الخطاب "على النحو الذي تعرفه، فإن الأقباط أهل مصر الطبيعيين ومسيحيون قبل حكم العرب عانوا من التصعيدات الأخيرة جراء العنف الإسلامي الذي تعتم على جزء كبير منه الحكومة المصرية على حد زعمه و قال : إنه في 21 أكتوبر 2005 احتشد أكثر من 10 آلاف مسلح بالمتفجرات ( !!! ) حاصروا كنيسة مار جرجس الأرثوذكسية القبطية في شارع محرم بك في الإسكندرية. والعنف الجماهيري الجاري الآن في الإسكندرية هو فقط آخر سلسلة الهجمات اشتملت على طعن الراهبة القبطية على يدي طالب متطرف خلال الأسبوع الماضي ". وجاء في الخطاب "رغم جرائم الكراهية مثل الحرق والخطف والاغتصاب والتحويل القسري إلى الإسلام والتعذيب طالب الأقلية القبطية المصرية على مدى طويل، فإن الاستياء ضد الأقباط تزايد بين المتطرفين المتعصبين مشجعا على زيادة العنف خلال الأشهر القليلة الماضية ". وأضاف "في ضوء الدعم المالي والسياسي الأمريكي لمصر والجهود الأمريكية لقهر الإرهاب ودعم حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، نطالب بكل احترام مجلس الشيوخ بالاتصال بالسفارة المصرية والحكومة للتعبير عن المخاوف إزاء ما تتعرض له الأقباط في مصر " .