تشهد مدن إسرائيلية، منذ عدة أيام، تظاهر الآلاف من أبناء الجالية الإثيوبية احتجاجات على مقتل شاب إثيوبي على يد شرطي لم يكن على رأس عمله. ومساء الأحد، أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن مقتل سولومون تاكه، 19 عاما، برصاص شرطي في مدينة كريات حاييم (شمال)، ومما زاد غضب يهود الفلاشا بعدما قامت محكمة إسرائيلية بإطلاق سراح الشرطي القاتل وإرساله لحبس منزلي داخل فندق. وعلى إثر ذلك أغلق مئات المتظاهرين الغاضبين، مساء الأحد والإثنين، العديد من الشوارع في إسرائيل وأضرموا النيران في إطارات السيارات وألقوا الحجارة والمفرقعات النارية على الشرطة. وتمت هجرة اليهود الإثيوبيين إلى إسرائيل على عدة رحلات سرية وعلنية، بدأت في 1990، وفي نهاية 2014، قدّر مكتب الإحصاء الإسرائيلي عدد الإثيوبيين، بنحو 135 ألفا، ولد نحو 50 ألفا منهم في إسرائيل. وخاض أبناء الجالية الإثيوبية عدة مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية على خلفية التمييز، خلال الفترات الماضية. الزحف نحو تل أبيب وذكرت صحيفة يديعوت آحرونوت أن اليهود الإثيوبيين هددوا بالزحف نحو ميدان رابين أشهر ميادين تل أبيب يوم السبت المقبل للمطالبة بالقصاص من قاتل الشاب الإثيوبى سلومون تيكا. وقالت الصحيفة إنه فى محاولة لتهدئة الدعوات للمظاهرات تم إرسال قائد الطائرة التى أقلت مئات من يهود الفلاشا إلى تل أبيب لتهدئة أقارب وذوى الشاب الإثيوبى. وفى وقت سابق أوضحت الصحيفة أن الشرطة الإسرائيلية ألقت القبض، مساء الثلاثاء، على 6 متظاهرين إثيوبيين، في تظاهرة نظمت في منطقة "كريات آتا"، قرب حيفا (شمال)، خلال مواجهات بين الطرفين. وحسب الصحيفة، أغلقت الشرطة الإسرائيلية عدة شوارع رئيسية في البلاد، من شمالها إلى جنوبها، ومن بين المناطق التي شهدت تظاهرات للإثيوبيين اليهود في إسرائيل؛ مدينتا تل أبيب (وسط) والعفولة (شمال). محاولة لامتصاص الغضب وفي محاولة من الحكومة الإسرائيلية لامتصاص الغضب، حطت بمطار بن غوريون في تل أبيب عصر الأربعاء طائرة على متنها 602 إثيوبي من أصل 1000 كان من المفروض أن يتم استقدامهم من العاصمة أديس أبابا، بحسب تعهدات حكومة بنيامين نتنياهو التي أعدت خطة لاستقدام آخر 8 آلاف يهودي من إثيوبيا. كما استعانت المؤسسة الإسرائيلية بشخصيات وحاخامات من أصول إثيوبية لكتابة مقالات تحمل في طياتها أبعاد دينية وتوراتية مفادها تحقيق ما وصفته ب"الحلم" بالقدوم إلى الوطن القومي للشعب اليهودي، داعية إلى الحفاظ على وطن اليهود والنسيج المجتمعي للشعب الإسرائيلي. ليست المرة الأولى وشهدت مدينة تل أبيب في عام 2015، اضطرابات لعدة أيام في عدة جولات بعدما تظاهر اليهود المهاجرون من إثيوبيا (الفلاشا) احتجاجا على التمييز العنصري اللاحق بهم، وذلك وسط محاولات إسرائيلية رسمية لامتصاص غضبهم. وشارك وقتها آلاف من يهود الفلاشا في مظاهرة سلمية بمركز تل أبيب وهتفوا ضد عدوانية الشرطة تجاههم وتفشي العنصرية الرسمية والشعبية ضدهم بسبب لون بشرتهم السوداء، وطالبوا إسرائيل برؤية أفعال تنبذ العنصرية وعدم الاكتفاء بالأقوال. ورفع المتظاهرون في "ميدان رابين" بقلب تل أبيب لافتات تندد بالعنصرية وتدعو إلى مساواة الإثيوبيين ودمجهم في المجتمع الإسرائيلي، وهتفوا ضد الشرطة واتهموها بالعنصرية والعدوانية تجاههم. وتحولت المظاهرة إلى مواجهة مع الشرطة الإسرائيلية التي استخدمت الهراوات والخيول وقنابل الصوت والغاز ضد متظاهرين رجموها بالحجارة، وأصيب العشرات من الطرفين.