? تعيش وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، حالة من الاستنفار والاستعداد لوصول كويكب ضخم يسمى «إله الفوضى»، سيمر بالقرب من كوكب الأرض خلال 10 سنوات. ففي 13 أبريل 2029، سنرى في السماء بقعًا من الضوء تتدفق، ستكون مشرقة وسريعة لدرجة أنها ستعبر عرض القمر في دقيقة واحدة، وستكون ساطعة مثل النجوم في السماء. وأطلق العلماء على هذا الكويكب «أبوفيس» اسم إله الفوضى عند قدماء المصريين، بحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية، وهو ضخم، ويصل ارتفاعه إلى 340 مترًا. وتستعد ناسا لرصده وهو يعبر الأرض. وتقول وكالة الفضاء إنه سيمر بعيدًا بما يكفي ليكون غير ضار، على مسافة 19 ألف ميل، ولكنه سيكون قريبًا من بعض المركبات الفضائية التي تطير عبر الأرض. وسيكون الكويكب قريبًا بما فيه الكفاية حتى يتمكن الباحثون من إلقاء نظرة عليه وفحصه، بطريقة غير مسبوقة، إذ سيستطيعون رؤيته بتفاصيل حادة، مما يسمح لهم بمشاهدتها بطرق جديدة. وقالت مارينا بروزوفيتش، عالمة الرادار في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في باسادينا، كاليفورنيا «إن اقتراب أبوفيس في عام 2029 من الأرض فرصة رائعة للعلم، سنراقب الكويكب من خلال التلسكوبات البصرية والرادار، وبفضل عمليات رصد الرادار، قد نتمكن من رؤية تفاصيل السطح الذي لا يتجاوز حجمه بضعة أمتار». وسوف يصبح الكويكب مرئيًا للعين المجردة عند وصوله فوق نصف الكرة الجنوبي، وعبر سواحل أستراليا، وسيمر عبر الأرض ويعبر المحيط الهندي في طريقه إلى الولاياتالمتحدة. تم رصد أبوفيس لأول مرة من قبل علماء الفلك في مرصد كيت بيك الوطني في يونيو 2004، ولكن توقف البحث لظروف فنية، ورصده علماء في أستراليا مرة أخرى، وحسبوا أن لديه فرصة بنسبة 2.7% للاصطدام بالأرض عندما سيمر في عام 2029، ومنذ ذلك الحين تم رصده باهتمام، ولكن تم استبعاد هذا الاحتمال لاحقا. ويقول الباحثون الآن أن المزيد من الأعمال والحسابات تشير إلى أن هناك فرصة واحدة فقط من بين كل 100 ألف فرصة لاصطدام الكويكب بالأرض. ويعتقد العلماء أن «أبوفيس» هو نموذج لنحو 2000 من الكويكبات المعروفة حاليًا، والتي يعتقد أنها خطرة، ومن خلال مراقبة أبوفيس خلال رحلته عام 2029، سنكتسب معرفة علمية مهمة يمكن استخدامها يومًا للدفاع عن الكواكب».