فشلت مبادرة "لم الشمل" بين السلفيين والشيعة والصوفية التى أطلقها الطاهر الهاشمى نقيب الأشراف بالبحيرة والأمين العام لمشيخة الطريقة الهاشمية، بهدف التقريب بين التيارات الإسلامية بطوائفها المختلفة من جهة، والليبرالية من جهة أخرى، بعد أن أبدى إسلاميون اعتراضهم القاطع على تضمّن المبادرة للشيعة كفصيل إسلامى، معتبرين إياهم يسعون فقط لفرض وجودهم فى المجتمع المصرى كخطوة أولى فى سبيل تحقيق نشر منهج التشيع. وقال الشيخ عبد الخالق حسن الشريف مسئول قسم نشر الدعوة بمكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين إنه لا يوجد تيار شيعى فى مصر بالأساس، معتبرًا أنهم يحاولون إيجاد كيان لهم داخل مصر. وأضاف: "لا يمكن أن نطلق على قرابة 100 شيعى فى مصر بأنهم تيار على الساحة". وأشار إلى أنه لا يوجد خلاف بين الصوفيين والسلفيين والإخوان، لأنهم جميعًا متفقون فى أصل العقيدة وعلى منهج واحد يجمع أهل السنة والجماعة، وما يبرز بينهم من خلاف أحيانًا لا يتعدى الأمور الفرعية البعيدة عن أصل الاعتقاد. وأضاف أنّ الشعب المصرى، فى الأساس، لا يمكنه قبول مبادئ الشيعة لسبهم صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن الشعب المصرى أحرص على حب رسول الله وآل بيته وصحابته من الشيعة أنفسهم. هشام كمال المتحدث باسم الجبهة السلفية قال: إنّ الخلافات بين السنة والشيعة خلافات عقائدية كبرى وليست سياسية، معتبرًا أن هذه المبادرات مجرد فرقعة إعلامية لفرض وجودهم على الساحة بالرغم من أنهم لا يمثلون أى قوة عددية أو أيديولوجية داخل كيان المجتمع المصرى. واعتبر أن كل هذه المحاولات تخفى وراءها غرضاً خفيًا، فالشيعة يشعرون برفض المجتمع المصرى لهم حتى من قبل الأزهر، وبالتالى فإنهم يسعون للاعتراف بهم فى مصر ثم تدويل قضيتهم بعد ذلك والمطالبة بحقوق معينة تمكنهم من خطة نشر التشيع، مشيرًا إلى أنّ المبادرة سوف تبدأ سياسيًا وتنتهى عقائديًا. ورأى أن مبادرة التقارب مع الصوفية، مع ما بيننا من القواسم المشتركة، مشدداً على رفضه التعامل مع الشيعة لأنهم على أقل الاحتمالات سوف يتعاملون ب"التقية" ويخفون ما بداخلهم. من جهته، أكد الشيخ جمال صابر منسق حملة "لازم حازم"، رفضه لهذه المبادرة بشكل قاطع، مشددًا على أنه لا يمكن التوحد مع من يسبون صحابة رسول الله. وقال: "إذا أردنا أن نتحد فلا بد أن ننظر إلى أساس التوحيد والعقيدة قبل الوحدة لأن الوحدة تكون مع من ينتمون ويتحدون معنًا على نفس العقيدة السليمة التى لا تشوبها شائبة".