توهم أن الأصوات التى هبطت عليه من حيث لا يدرى وإن لم تكن كافية لفوز"حمدين" برئاسة الجمهورية فهى تكفى لفوز "حمد" واحد على الأقل ويبدوا أن هذا هو السر فى اختيار شعار "واحد مننا" للحملة الانتخابية، لذا فالمرشح السابق لا يريد أن يعترف بخسارته وأن شعار المرحلة الحقيقى هو"راحت مننا". وما فتئ الأخ حمدين يتحدث ويتصرف باعتبار أنه رئيس مصر القادم ولا يألو جهدًا فى كل حوار يجريه أن يؤكد أنه قد حصل على أكثر من خمسة ملايين صوت فى انتخابات الجولة الأولى وأنه الأوْلى بالإعادة من شفيق ولكن يا فرحة ما تمت خدها الغراب وطار، ثم يستدرك أنه لا يحب منهج التشكيك ويحترم نتيجة الانتخابات. ويبدو أنه من فرط تأكده من كونه رئيس مصر القادم فإنه يدعو الرئيس مرسى فى كل لقاء "كنسى" يعقده إلى ضرورة إجراء انتخابات رئاسية عقب وضع الدستور. فالأخ حمدين سخن ومستعجل على ركوب الكرسى قبل أن يجد فى الأمور جديدًا, لذلك فهو يحذر من وضع أى نص فى الدستور يضمن بقاء الرئيس مرسى حتى نهاية فترته الرئاسية، على اعتبار أن انتخابات الرئاسة الماضية كانت على سبيل التجربة، بروفة يعنى، بدليل أن الأخ حمدين لم ينجح فيها، وهذا أمر متعارف عليه دوليًا فى كل ألعاب العيال التى مارسناها منذ الصغر، عندما يخسر الطفل فى اللعبة سواء كانت "الحجلة" أو"السبع بلاطات" كان يصر على إعادة اللعبة من جديد وأن المباراة السابقة غير محسوبة وفيها "ألف قط فاطس" ولا يتورع أحدنا فى تخريب مكان اللعب أو إلقاء الطوب ورش الماء حتى يخضع الآخرون لمطلبه، من هذا المنطلق فإن الأخ وربما يكون قد نال الآن رتبة "الأب" حمدين محقاً فيما طالب به فى لقائه بشباب الكنيسة الكاثوليكية ومن قبلها بأيام فى أحد منتديات الكنيسة الإنجيلية من ضرورة إعادة لعبة الانتخابات من أول وجديد على اعتبار أن محمد مرسى "أخده على خوانة" ونقضيها إحنا بقى انتخابات، ويتجاهل السيد حمدين أن الانتخابات الرئاسية تمت وفقاً لنصوص دستورية تم استفتاء الشعب عليها فى 19 مارس 2011. فى حدود علمى أن الكنائس والأديرة مكان للعبادة وإلقاء العظات الروحية على الأقل فى مذهب وفكر السيد حمدين الذى ينادى بعدم استغلال الدين ودور العبادة فى الدعاية الانتخابية أو العمل السياسى ومع ذلك نراه يتحدث من داخل الكنيسة عن ضرورة تحالف الأقباط معه من أجل إسقاط الإخوان وأن ما حصل عليه الإخوان من أغلبية "غلطة ومش هتعود". ويبدو أن الكنائس قد صارت بوابة العبور وخطاب الاعتماد الذى لا بد لكل علمانى يبتغى الفوز بأصوات الأقباط أن يذهب إليها مقدمًا فروض الولاء والطاعة مع شىء من"المحلسة" وكثير من "مسح الجوخ" وبعض البهارات من شتيمة الإخوان على لعن اليوم الذى شفنا فيه السلفيين والتبرؤ من التطرف الإسلامى ثم يقوم أحدهم بتقديم بعض المشهيات بين يدى حديثه تتضمن التغزل فى تعاليم المسيحية السمحة وما فيها من قيم المحبة والتسامح، مش ناقص إلا أن يقول "جاتنا نيلة فى حظنا الهباب" ولو مش مصدق راجع خطبة محمد أبو حامد ومن قبله عمرو حمزاوى وآخرين من داخل الكنائس. كل ذلك فى سبيل نيل البركة والحظوة وشىء من النفحات، ومش عارف أصوات الأقباط هتكفى مين ولا مين.. طبعا كل هذا لا يتعارض مع فصل الدين عن السياسة، كلا وحاشا وادفعلى كاشا. فالمقصود هو فصل الدين الإسلامى عن السياسة، على أساس إن السياسة نجاسة والإسلام دين الطهارة, وإذا اختلط طاهر بنجس فقد تنجس الطاهر أما النجس فيبقى على نجاسته "يعنى مفيش فايدة" والله أعلى وأعلم؛ لذلك أقترح على رعاة الكنائس المصرية جمع كل دعاة الدولة المدنية فى صعيد واحد وعمل "سحب" على طريقة "حادى بادى سيدى محمد البغدادى" على من سيفوز بأصوات الأقباط علشان محدش يزعل.. وصدقونى أيا من كان من سيفوز فى السحب فلا فرق فما فى جعبة أحدهم سوى ذلك الشعار المستهلك الممل "نريدها دولة مدنية لا علمانية ولا دينية" حزر فزر تبقى إيه؟! [email protected]