واصل الجيش المصرى سحب دباباته العسكرية من شبه جزيرة سيناء، حيث شوهدت نحو 20 دبابة على حاملات الدبابات وهى تنسحب من وسط سيناء فى اتجاه مدينة السويس حيث مقر قيادة الجيش الثالث الميدانى وسط حراسات مشددة من الجيش، بحسب شهود عيان من سكان منطقة وسط سيناء. وأكد مصدر أمنى مصرى مسئول أن الدبابات تنسحب فى إطار إعادة الانتشار، مشيرًا إلى وصول تعزيزات من المصفحات الخفيفة بدلاً من المجنزرات وصلت صباح أمس، فى إطار خطة إعادة الانتشار. تزامن ذلك مع وصول 10 مدرعات عسكرية حديثة إلى مدينة رفح بسيناء صباح أمس دفع بها الجيش المصرى فى إطار العملية العسكرية التى ينفذها لملاحقة المسلحين. وقال مصدر أمنى، إن وصول تلك المدرعات يأتى فى إطار خطة إعادة انتشار آليات الجيش بسيناء. ووفق شهود، فإن المدرعات التى من نوع "فهد" الخفيفة ذات الإطارات والمخصصة للسير فى المناطق الرملية بسرعة قياسية. وقال الشهود إن تلك المدرعات حلت محل 20 مدرعة مجنزرة أخرى نقلت ظهر أمس الأول من رفح إلى مناطق غرب مدينة بئر العبد على بُعد نحو 90 كم من الحدود المصرية مع قطاع غزة وإسرائيل، حيث كانت المجنزرات لا تفى بالغرض ولا تستطيع السير بالسرعة المطلوبة فى المناطق الجبلية برفح. ويأتى ذلك بعد ثلاثة أيام من نقل 30 دبابة من مناطق برفح والشيخ زويد إلى غرب مدينة بئر العبد، وذلك فى إطار خطة إعادة الانتشار للجيش المصرى بسيناء ونظرًا لأن تلك الدبابات لم تكن قادرة أيضًا على السير بالسرعة المطلوبة منها فى تلك المناطق. وقال شهود عيان برفح والشيخ زويد إنه لم يتم سحب كل الدبابات الموجودة فى المدينتين، وإن هناك دبابات مازالت متمركزة فى خنادق عند مداخل الطرق والحواجز الأمنية، وهى آليات تم الدفع بها لحماية المناطق المدنية بعد انسحاب الشرطة مطلع عام 2011 ومع قيام ثورة يناير، وتندرج المناطق التى تشهد تنقلات آليات الجيش المصرى تحت المنطقة "ج" بسيناء التى يحظر فيها دخول الأسلحة الثقيلة بحسب اتفاق السلام الموقع بين مصر وإسرائيل عام 1979. يشار إلى أن الجيش المصرى الذى دخلت قوات كبيرة بجميع تشكيلاته إلى سيناء فى مشهد لم تشهده منذ حرب أكتوبر 1973، عقب الهجوم الذي أسفر عن استشهاد 16 من جنود حرس الحدود، فى إطار العملية "نسر 2" لملاحقة المسلحين. ومع الدخول فى مفاوضات مع الجماعات الجهادية، بدأ الجيش سحب دباباته من سيناء. كانت تقارير إسرائيلية ذكرت أن عملية سحب الدبابات المصرية من سيناء يأتى بالتوافق مع إسرائيل التى كانت قد اعترضت على دخول قوات ثقيلة فى سيناء بما تراه مخالفًا لاتفاقية السلام المبرمة بين البلدين.