«الأنسولين» وأدوية الفشل الكلوى وشلل الرعاش على رأسها.. 6 آلاف صيدلية: شركات الأدوية تتلاعب بالأسعار «الحق فى الدواء»: وزيرة الصحة رفعت أسعار عشرات الأدوية أدوية كثيرة على قائمة الاختفاء القسري، بين منع من التداول بحجة عدم توافرها، وأخرى بسبب غلاء سعرها، كل هذا يدفع الباحثين عن الأدوية إلى اللجوء إلى "السوق السوداء" للحصول عليها، كما أكدت "المركز المصري للحق في الدواء". وتواصلت "المصريون"، مع كثيرٍ من الصيدليات حول أهم الأدوية الناقصة، وقد أجمعت على قلة واختفاء عشرات الأدوية، على رأسها أدوية مرضى السكر والقلب، إضافةً إلى بعض أدوية الأطفال والخاصة بالأمراض النفسية. اختفاء «الأنسولين» خلال الأسابيع الأخيرة، عانى مرضى السكري من نقص الأدوية الخاصة بهم، وجاء الأنسولين في صدارة قائمة الأدوية التي يوجد شح فيها، وهو ما سبب أزمة لأكثر من 10 ملايين مريض بالسكري، إضافةً إلى نقص العديد من الأدوية المكملة للعلاج، حتى أنه إذا تواجد وهذا نادرًا؛ يباع بما يزيد عن ضعفه ثمنه؛ بسبب ندرته بالصيدليات. وقال "المركز المصري للحق في الدواء"، إنه تلقى مئات البلاغات سواء من الصيدليات أو أهالي مرضى السكري حول نقص الأنسولين، وهو ما يعرض المرضى للموت. في الوقت الذي أطلق فيه الدكتور حسام بدراوي، صرخة استغاثة عبر حسابه على "تويتر"، منذ عدة أسابيع يطلب البحث عن أنسولين لابنته لأنها مصابة بالسكر، "مع العلم بأنه يمتلك مستشفى استثماري كبير"، قائلًا: "انتنج الحاصل على نوبل لاكتشافه علاج الأنسولين لمرضي السكر 1922، وكان مريض السكر يموت ولا علاج له لولاه". وتابع: "كنت أفكر فيه ونحن في 2018 بعد قرن من الزمان، وأنا أتصل بصيدلية بعد أخرى، باحثًا عن حقنة أنسولين لابنتي، والكل يعتذر لنقصها، هذا وأنا من يملك التواصل والقدرة فكيف بالآخرين؟.. قلبي تمزق". وقالت إيمان جمال، وهي مريضة بالسكري، وتبلغ من العمر 41 عامًا، إنها واجهت أزمة منذ أشهر في وجود "الأنسولين". وأضافت ل"المصريون": "عشت فترة عصيبة منذ أسابيع، حيث إنني أتناول الأنسولين مرتين في اليوم الواحد، وبحثت عنه في جميع الصيدليات الكبرى بمناطق عدة داخل القاهرة، ولم أجده على الإطلاق، إلى أن وجدته بإحدى الصيدليات، ولكن بسعر يضاهي سعره مرة ونصف". عقار «كيتوستريل» للفشل الكلوى وقال الدكتور جورج نجيب، مدير إحدى الصيدليات الكبرى: "عقار "كيتوستريل" ناقص بالأسواق، وهذا يهدد صحة مرضى الفشل الكلوي؛ نظرًا لعدم وجود مكملات له ولا بديل له". وأضاف "الأزمة في الأدوية تؤثر على حياة المريض، ولكن سبب اختفاء الدواء، يعود لعدة أسباب، وهي توقف كثير من الشركات على شراء تلك العقاقير بسبب غلاء ثمنها، إضافةً إلى ارتفاع سعر الدولار؛ خاصةً أن مصر تشتري 80% من المواد الخام للدواء". علاج «البروسيلا» من الحيوان للإنسان وضمن قائمة الأدوية التي اختفت من الصيدليات، شكا مرضى "البروسيلا" بمحافظة البحيرة، من اختفاء العلاج المخصص من الصيدليات ومستشفيات الحميات بنطاق المحافظة. في الوقت الذي اشتكى فيه المرضى، من عدم وجود علاج لمرض "البروسيلا" في المستشفيات الحكومية ولا الصيدليات، وصعوبة الحصول عليه إلا من "السوق السوداء". أدوية الشلل الرعاش مرض "باركنسون"، والمعروف بمرض "شلل الرعاش"، والذي يجعل المريض عاجزًا عن الحركة بمفرده، وتصدر منه حركات لا إرادية بعضلات اليد، ما يؤثر على الكلام والحركة، إضافةً إلى أعراض غير حركية، منها هبوط ضغط الدم عند الوقوف واضطرابات النوم، وقلة القدرات المعرفية في المراحل المتقدمة من المرض. وقالت فاطمة علي، التي تعاني من شلل الرعاش: "أبلغ من العمر 68 عامًا، وأعاني من مرض الرعاش منذ سنوات، وكنت أتناول العلاج بانتظام، لكن خلال الفترة الأخيرة لم يعد متوافرًا كما كان من قبل في الصيدليات". وتابعت ل"المصريون": "يئست من هذا الأمر، فالعلاج أصبح غاليًا جدًا في سعره، فالعبوة الواحدة قد تصل إلى 200 جنيه في السوق السوداء، والتي كانت 80 جنيهًا". في الوقت الذي اتهمت فيه 6 آلاف صيدلية، في بيان لها، شركات الدواء بالتلاعب في الأسعار، بالمخالفة لمصلحة المريض، بحثًا عن مكاسب مادية، ما يثير أزمة نقص مرتقبة جديدة للأدوية. وأعربت فيه عن "رفض التلاعب من قبل بعض الشركات بتسعير بعض أصناف الأدوية، والضرب بالقرار الوزاري الملزم لتسعير الأدوية في مصر، عرض الحائط". ووضعت "الصيادلة"، قائمة أدوية لمقاطعتها، من بينها أصناف حيوية للمستشفيات أو المرضى، في محاولة للضغط على الشركات المصنعة للأدوية لزيادة هامش الربح الخاص بالصيدلي على الدواء. في الوقت الذي اتهم فيه الدكتور محمود فؤاد، مدير "المركز المصري للحق في الدواء"، شركات الأدوية بتخزين الأدوية والتلاعب لرفع سعرها. وأضاف ل"المصريون": "الحكومة هي السبب في ما نحن فيه فهي التي سمحت بذلك، بسبب بنود العقد التي تسجلها مع شركات الأدوية، والتي تسمح للثانية في تحريك سعر الدواء كما تشاء". وتابع: "من يدفع ثمن ذلك هو المواطن المريض الذي لم يجد أي مأوى له سوى السوق السوداء، وهذه هي الكارثة الكبرى". واستدرك: "الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، قامت منذ توليها منصبها برفع أسعار عشرات الأدوية، في تجاهل تام للأوضاع المالية للمصريين، والحكومة لا تبالي بالوضع الاجتماعي وكل ما يهمها هو مراعاة شركات الأدوية لا غير".