استفزنى تصريح «الأخ» صلاح البردويل المفكر والمشرع والقيادى البارز والناطق الرسمى باسم حركة حماس وهو يقول إن «الحركة.. لا تجد مبررًا على الإطلاق لإغلاق معبر رفح من الأساس!!.. ولا فى استمرار هذا الإغلاق، ولاسيما أن المعابر والحدود لا تغلق بين الدول إلا فى حالات استثنائية نادرة جدًا، ويطالب «الأخ» البردويل القيادة المصرية بإعادة فتح المعبر فورًا لأن إغلاقه لا يحقق أية أهداف أمنية».. ولوح الأخ البردويل إلى أن «هناك حالة من «الاحتقان» المتزايد لدى شرائح عديدة متضررة من أبناء الشعب الفلسطينى في غزة جراء هذا الإغلاق». تتساءلون لماذا استفزنى التصريح؟.. ببساطة لأنه قلب الحقائق بشكل غريب، فمصر منذ الشهر الماضى فتحت معبر رفح بشكل دائم للمرة الأولى منذ أربع سنوات. ومصر أصرت على فتح المعبر فى موعده يوم الاثنين الماضى الساعة التاسعة صباحًا، والغريب أن سلطات حماس هى التي أصرت – وما زالت تصر – على إغلاق الجانب الفلسطينى ومنع الفلسطينيين من العبور، وهى التى تتسبب فى حالة «الاحتقان» المزعومة لأنها تعترض على «الضوابط» و«الآليات» التى وضعتها مصر لعبور «الأشقاء» الفلسطينيين إلى الأراضى المصرية عبر «سيناء»،.. نعم «سيناء» بكل ما يجرى على أرضها الآن! واستفزنى التصريح أكثر لأن سيادة الناطق الرسمى ل«حماس» ربما أخذته «الحماسة» وأدلى بدلوه فى تقييم الوضع الأمنى المصرى وتأكيده أنه لا يرى مبررًا أمنيًا لإغلاق المعبر» ولا تهم سيادة «الناطق» الحرب الدائرة الآن فى سيناء لاستعادة السيطرة المصرية على «أراضينا» التى ارتوت بدماء شهدائنا على مر السنين، والآن تتعرض للاختطاف والاغتصاب على يد حفنة ممن غابت عقولهم، وغسلت أدمغتهم، وزاغت أبصارهم عن الحق، فأطلقوا رصاص الغدر على «عيون باتت تحرس فى سبيل الله»، وهم يصفونهم بالخونة!.. يدعمهم فى ذلك بعض أشباههم على الجانب الآخر من الأنفاق الذين ثبت بالدليل القاطع اختراق «الموساد» الإسرائيلى لهم اختراقًا فجًا! ..استفزنى التصريح لأن «الأخ» البردويل يقول: «الأنفاق هى وسيلة شعبية اضطرارية لإحداث ثقب فى جدار الحصار الإجرامى على قطاع غزة».. ونقول لسيادته إننا كمصريين لا نقبل أن يُحاصَر مسلم فما بالك بمسلم شقيق وجار، ولذلك فتحنا المعبر لكل الأغذية والبضائع الضرورية، ولكن هل سمعت بوجود دولة فى العالم تقبل بوجود 1200 نفق تحت حدودها مع دولة شقيقة؟!!.. وهل يعقل أن يتم تهريب السيارات المسروقة، والأسلحة والذخائر والمخدرات والأشخاص من كل شكل ولون، وتقول سيادتكم إنه لا يوجد مبرر لإغلاق الأنفاق؟!. .. استفزنى التصريح لأن الأخ البردويل قال حرفيًا فى المؤتمر الصحفى الذى عقده فى غزة يوم الاثنين: «حماس مستعدة للموافقة على إغلاق الأنفاق مقابل أن تقوم السلطات المصرية بفتح معبر رفح للأفراد والبضائع بشكل دائم»! ولا أدرى إن كانت مصر قد استأذنت «حماس» قبل البدء فى تطهير سيناء، أو طلبت موافقتها قبل البدء فى إغلاق «نذر يسير» من مئات الأنفاق المفتوحة لأسباب «إنسانية» بعلم وتحت سمع وبصر كل الأجهزة الأمنية!.. ولكن عندما يصل الأمر إلى فقدان السيطرة على جزء غال من أرض الكنانة فلن نستأذن أحدًا لاسترجاعه إلى حضن الوطن الأم. وعندما تبلغ الأمور تحويل تضاريس سيناء إلى أعشاش للإرهاب، وأوكار للجريمة، وسهولها إلى مزارع للبانجو والمخدرات، وعقول شبابها إلى حقل خصب للأفكار المتطرفة، عندها لن نطلب موافقة «حماس» أو غيرها لإصلاح ما أفسده نظام مبارك البائد. وعذرًا للأشقاء «المحتقنين»، فأنا والله أحب فلسطين الغالية، وبعض أخلص أصدقائى فلسطينيون، وأدعو الله أن يمد فى عمرى لأرى فلسطين محررة من دنس الصهاينة.. لكننى أحب بلدى مصر أكثر من أى مكان آخر، ولا أرضى أن «يحرم البيت مما يحتاجه.. ليذهب إلى الجامع»! تحملونا قليلاً.. فقد وعدكم رئيسنا بالخير الكثير فاصبروا إن الله مع الصابرين. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. [email protected] twitter@hossamfathy66