قام مجموعه من الاطباء الممثلين من جمعية أطباء التحرير بزيارة إلى سجن طرة السبت، لمعرفة اوضاع معتقلى العباسية على الحقيقة وظروفه ومدى تمتعه بالحد الأدنى من المعايير الصحية الآدمية الذي أكدت وزارة الداخلية على توفرها بجميع السجون على موقعها الرسمي . بينما تمت الزياره في مكتب مأمور السجن وبحضور رئيس مباحث السجن وتم رفض طلب اللجنه بمعاينة أماكن الاحتجاز أو أماكن تقديم الخدمه الصحيه للمحتجزين، كما تم رفض طلبهم بالكشف الطبي الكامل على المحتجزين وتم الاكتفاء بسؤال المحتجزين ومعاينتهم ظاهريا فقط . بينما أجمع المحتجزون أن معظم الاعتداءات التي طالتهم كانت في الفتره منذ ان تم القبض عليهم واثناء تواجدهم في النيابة العسكرية " س 28" وحتي نقلهم الى سجن طره، ولكن لم تتوفر الخدمة الطبية او العلاج الجيد داخل السجن وهي فترة تجاوزت العدة أيام في بعض الحالات. بينما تلقى المصابون علاج لم ترق الى المستوى المطلوب وإن حظت ببعض القبول من المحتجزين نظرا لشده اصابتهم ولعدم تلقيهم اي نوع من العلاج خلال هذه الفترة ولم يتم السماح لهم أو لمحاميهم او للمنظمات الحقوقية باستدعاء اطباء من الخارج لعلاجهم . واكد الاطباء فى بيان لهم أن الظروف المعيشية داخل السجن تفتقر الحد الأدنى من مراعاة الصحة النفسية والجسدية للمحتجزين نظرا للازدحام الشديد في العنابر ونقص التهوية مما يساعد على انتشار الأمراض والأوبئة بين المساجين وكذلك لقصر فترات التريض خارج العنابر واحيانا إلغائها مما له بالغ الأثر على صحة المساجين النفسية والوظائف الحيوية لأجسادهم . واضاف الأطباء ان الخدمة الصحية داخل السجن وإن كانت منظمة إلا إنها تعاني من قصور واضح في عدد الأسرة بالنسبة لعدد المساجين ونقص في الأجهزة والتخصصات المختلفة المطلوبه لعلاج ومتابعة نوعيات الأمراض المختلفه التي يعاني منها المساجين. ومازالت إدارة السجن تصر على بعض الممارسات الخاطئة والخطيرة مثل إجبار المساجين الجنائيين على شرب محلول الماء والصابون بعد الزيارات لإجبارهم على التقيوء والإسهال للتأكد من خلو أمعائهم من الممنوعات والتي يمكن استبدالها بطرق غير ضارة كالآشعه أو الموجات الصوتية على الحالات المشكوك فيها فقط ، وغير ذلك من وسائل يبيحها القانون . وقام بهذه الزيارة اربعة اطباء ممثلين للمنظمه و نقابة أطباء القاهرة، النقابة العامة الأطباء، مركز النديم لعلاج وتاهيل ضحايا العنف والتعذيب، وبمشاركة حقوقية فاعلة من مركز هشام مبارك للقانون والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية. تمت زيارة أربعة من المحتجزين من أصل ثمانية مصرح بزيارتهم، نظرا للإفراج عن الباقين ووجود آخر في التحقيق كما أُبلغنا. كما تمت مقابلة أحد الأطباء العاملين بمستشفى السجن وسؤاله عن رأيه في إمكانيات وطرق العلاج داخل السجن. جدير بالذكر أنه تبقى في السجون عشرة محتجزين من اصل ثمانية وتسعين معتقلا على خلفية أحداث العباسية، وتم الإفراج عن الباقين.