قال منشقون عن هيئة تحرير الشام" – النصرة سابقا – إن هناك انقساماً كبيراً في صفوف قيادات "تحرير الشام"، في الصفين الأول والثاني. ويأتي هذا مع انتشار أخبار تفيد باقتراب زعيم الهيئة "أبو محمد الجولاني" من إعلان حل التنظيم بالكامل، وذلك وفقا لتسريبات لعناصر منشقة عن الهيئة. بينما أعلن بعض أعضاء مجلس الشورى التابع لتحرير الشام، رفضهم لقرار الحل، ومنهم "أبو ماريا القحطاني"، و"مظهر الويس"، متجاهلين بذلك الضغوطات الكبيرة على إدلب من قبل النظام السوري وروسيا، لكون الذريعةِ للهجوم على المحافظة تمكن في وجود مقاتلي تحرير الشام فيها. كما تحدثت التسريبات عن انضمام أفراد تحرير الشام إلى فصائل المعارضة المسلحة في الشمال السوري خلال الأيام القليلة المقبلة، في خطوة مشابهة لتلك التي قام بها الجولاني بتغيير اسم جبهة النصرة سابقا إلى جبهة فتح الشام وانتهاءً بتشكيل هيئة تحرير الشام. من جانبه أكد عمر حذيفة المسؤول الشرعي في "الجبهة الوطنية" علي فيس بوك أن الأيام القليلة المقبلة مليئة بالمفاجآت، وهي في الغالب ستكون في صالح فصائل المعارضة المسلحة في إدلب. وأضاف أن المعارضة تعمل جاهدة لسحب كل الذرائع التي تقدم للتغطية على اجتياح إدلب، والذريعة الأهم هي وجود تحرير الشام بداخلها. يذكر أنه لم يصدر حتى الآن عن "تحرير الشام" ردا رسميا يؤكد أو ينفي صحة الأخبار التي تتحدث عن قرار الحل، إلا أن رداً بالنفي، بشكل غير رسمي، جاء من بعض أعضاء مجلس الشورى التابع ل"تحرير الشام". "أبو ماريا القحطاني"، قال في "تلغرام": "يطالبون الهيئة بحل نفسها، ونقول لمن ينصح بحل الهيئة، نقدر نصحك .. نصيحتي لجنود الهيئة وقادتها وبقية المجاهدين الصادقين جهزوا أنفسكم لمواجهة الحملات الرافضية ولا تلتفتوا لبنيات الطريق". كما أكد مظهر الويس، عضو شورى تحرير الشام أن من يتحدث عن حل الهيئة فعليه أن يحل الأوهام والوساوس في عقله المريض، وقرار الهيئة بيد أبنائها الصادقين. يذكر أن "هيئة تحرير الشام" كانت قد تعرضت لضغوط كبيرة من قبل المخابرات التركية التي تدير ملف إدلب شمالي سوريا لدفعها لاتخاذ القرار بحل نفسها بشكل كامل، وانضمام عناصرها إلى صفوف فصائل المعارضة المسلحة في "الجبهة الوطنية للتحرير". وكانت "تحرير الشام" قد ألمحت أكثر من مرة خلال الشهر الماضي بالتزامن مع المفاوضات مع الجانب التركي الى عدم قبولها بالعروض المقدمة، ورفضها قرار الحل، أو تسليمها السلاح الثقيل. فيما كانت الرسالة الأكثر وضوحاً هي الجولة التي قام بها زعيم "الهيئة" أبو محمد الجولاني، لمواقع ومقار للهيئة في إدلب وريف اللاذقية، قبل أسبوع تقريباً، وخطابه المسجل الذي تحدث فيه عن التمسك بالسلاح، واستعداده للانفتاح على فصائل المعارضة في إدلب للتصدي لمليشيات النظام. مصدر عسكري معارض أكد أن هناك انقساماً كبيراً في صفوف قيادات "تحرير الشام"، في الصفين الأول والثاني ، مضيفا أن الجولاني في الغالب، قد اتخذ قراراً بحل كامل الهيئة، لكن القرار ظل محصوراً بدائرة ضيقة، ويمكن القول إن تسريبه قد تمّ لجس النبض وحجم التفاعل معه، خاصة داخل صفوف تحرير الشام". وأشار إلي أنه في حال صدر القرار بشكل رسمي، فقد نشهد موجة انشقاقات واسعة في صفوف تحرير الشام لصالح تنظيم حراس الدين، أو ظهور تشكيلات مسلحة جديدة.