لا شك أن رئيسة كرواتيا الجميلة والرشيقة ذات الخمسين عاما كوليندا كيتاروفيتش هي شخصية المونديال الروسي 2018 دون منافس. وإذا كان الجنس اللطيف قد طغى على الحضور الجماهيري لهذا المونديال، فالرئيسة كوليندا تجلس على القمة منه متحررة تماما من الرسميات والبروتوكول، مرتدية قميص منتخب بلادها، ترقص مع لاعبيه بعد كل فوز. اكتسب المونديال الروسي جماله من جمال نسائه ودموعهن لحظة الهزيمة وأفراحهن ورقصهن لحظة تسجيل الأهداف لصالح منتخباتهن، خصوصا الروسيات المعروف عنهن الجمال والرشاقة وخفة الدم، حتى أن أحد زملائنا كتب على حسابه في فيسبوك أنه ليس حزينا على خروج روسيا أمام كرواتيا بل على خروج الروسيات من قائمة الحضور الجماهيري في المباريات المتبقية. الرئيسة كوليندا هي أيضا وجه جميل لم يتأثر بتجاعيد الخمسين عاما من عمرها، فهي من مواليد 1968، الأكثر أن جمالها كان خارقا في شبابها، لكنه جمال معجون بحبها الجارف للعلم لكثرة المؤهلات العلمية الحاصلة عليها وإجادتها سبع لغات عالمية، وبخبراتها السياسية الكبيرة كمعارضة سابقة ودبلوماسية شغلت منصب الأمين العام المساعد للشئون الدبلوماسية العامة في حلف شمال الأطلسي، ووزير خارجية، ثم سفير كرواتيا في واشنطن فيما بعد. الحزانى على خروج روسيا لأنه سيؤدي إلى غياب جنسها اللطيف عن المدرجات، سيحزنون أكثر لو طوت انجلترا صفحة كرواتيا يوم الأربعاء 11 يوليو لأنه سيغيب عنهم الرئيسة كوليندا خصوصا أنها لن تحضر هذه المباراة تحديدا لأنها ستكون مرتبطة بمسئوليات أخرى في زغرب لكنها وعدت بحضور المباراة النهائية. عندما تسجل كرواتيا هدفا أو يمنى مرماها بهدف ينتظر الجالسون أمام التليفزيون انتقال الكاميرا إلى المقصورة ليشاهدوا الرئيسة تنفعل وتشجع منتشية وتصافح الجالس بجانبها وقد كان في مباراة روسيا رئيس الوزراء الروسي حيث صافحته أكثر من مرة وهي مهزومة، ثم وهي فائزة. الرئيسة كوليندا المتزوجة منذ عام 1996 ولديها طفلان، 17 و15 عاما، كانت حديث صفحات السوشيال ميديا العربية عندما فازت عام 2015 بجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية لتصبح أول سيدة تتولى رئاسة كرواتيا التي كانت يوما جزءا من يوغسلافيا السابقة تحت رئاسة رئيسها الأشهر الذي نعرفه جيدا في مصر كما نعرف أسماءنا جوزيف تيتو، صديق الرئيس الراحل عبدالناصر وأبرز مؤسسي حركة عدم الانحياز. يوم فوزها ونشر صورها وقد كانت في السابعة والأربعين من عمرها، كتب أحدهم "مصر مظلومة أوي، الست دي لو قالتلنا إنتو نور عينينا كنا حفرنا قناة السويس بالمعالق" كما ورد في المصري اليوم 14/1/2015. وكتبت أخرى "حد يطول تبقى الرئيسة بتاعته حلوة كده". وكتب ثالث "كلنا هنطالب بحق اللجوء السياسي لدولة كرواتيا الشقيقة". وقال آخر "حرام عليكم.. كنا راضين وحمدين ربنا، لازم تقلبوا علينا المواجع يعني". كان برنامج الرئيسة الجميلة يقدم حلا لإخراج بلادها من أسوأ أزمة تواجهها منذ استقلالها عن يوغسلافيا السابقة 1991. ورغم أن منصب الرئيس في كرواتيا شرفي إلى حد كبير إلا أنها نجحت بالفعل في تقديم الدواء الناجع وهو العمل الجاد والقضاء على الفساد والشفافية وعدم وصول يد كبير أو غفير إلى المال العام، لذلك سافرت إلى روسيا على نفقتها الخاصة وبتذكرة على الدرجة الاقتصادية وسط الركاب العاديين. كما تدفع حساب إقامتها من جيبها. لم تكلف أموال الدولة يورو واحدا. وبالطبع لا تطبق ذلك على نفسها فقط بل على كل المسئولين ومن يتصدى للعمل العام. من هنا تنجح كرواتيا في المضي قدما إلى مسار الدول الأوروبية المتقدمة النظيفة والراقية، وتتقدم في كل المجالات ومنها كرة القدم التي أصبحت حتى الآن واحدة من الأربعة الكبار في المونديال، وقد زرتها قبل ذلك مرتين في أوائل التسعينيات أثناء الحرب البوسنية وكانت أحوالها سيئة للغاية. نعم.. إنها رئيسة جميلة. لكن الجمال الحقيقي يكمن في الشفافية والعدالة والمساواة والضمير الحي وشعورها المستمر أنها مواطن عادي كلف بالشأن العام وهو حمل تنوء به الجبال. [email protected]