اختتمت فعاليات الحملة الوطنية فى محافظات مصر: "وطن نظيف"، التى أطلقها الرئيس محمد مرسى من أجل مواجهة مشكلة القمامة، وذلك فى إطار برنامج المائة يوم الذى يركز على القضايا الخمسة ذات الأولوية بهذه المرحلة، والتى شارك فيها منتسبو القوى الإسلامية والشبابية الوطنية بنجاح كبير دونما مشاركة، أو مبالاة أو اهتمام من إعلام الفلول المأجور أو القوى الوطنية والليبرالية الأخرى، أو حتى التيار الثالث أو التيار الشعبى الذى يبدو أنه لم يعش لحظة نزول الشباب والشيوخ خلال يومين رغم الصيام وحرارة الطقس المرتفعة، مساهمة منهم فى نظافة الوطن والارتقاء بمستوى النظافة داخل مربعاتهم السكنية وتغيير سلوكياتهم للتعامل بصورة إيجابية مع القمامة وعدم إلقاء أى مخلفات بالشوارع التى قاموا بتنظيفها بأنفسهم وصنعوا فيها ملحمة وطنية كبرى؛ جنبًا إلى جنب مع بعض أجهزة الدولة: وزارة الأوقاف بالتوعية عن طريق أئمة المساجد والخطباء، والمجلس القومى للشباب وشرطة المرافق وإدارة المرور وجميع الشركات العاملة فى النظافة وأجهزة الأحياء ومجالس المدينة والقرى المحلية تدشينًا لخطة تعتمد على ثلاثة محاور، وهى - هذه الحملة - التى انتهت من المحور الثانى فى تنفيذ خطة العمل خلال برنامج المائة يوم. أما المحور الثالث فهو إيجاد الحلول الدائمة على المستوى الزمنى المتوسط مثل توفير المعدات واختيار المواقع المناسبة لإنشاء مصانع للتدوير والدفن الآمن ودعم وبناء قدرات الشركات الوطنية العاملة فى مجال النظافة. وبالرغم من المنظر المبهج الذى يبعث على التفاؤل والمشاركة الفعَّالة من المواطنين وتعاونهم الإيجابى لإنجاح فعاليات هذه الحملة وتحقيق أهدافها؛ استشعارًا منهم بأن هذا الوطن ملك للجميع وهم جميعًا شركاء فيه ما يجب عليهم خدمته من أى موقع وأى طريق أو سبيل؛ لذلك كان عليهم دور كبير فيها؛ إلا أن القوى المثبِّطة لم تشأ ألا يمر دون تسجيل رسالة سلبية بالطبع وإعلان الاعتراض والامتعاض من هذه الحملة التى يشارك فيها متطوعون، بداعى إعفاء المسئولية عن أجهزة الدولة التى شاركت بالفعل، ووجهوا انتقادات شديدة – كالعادة - حول اهتمام الرئيس بالحملة الوطنية للنظافة على حساب قضايا أكثر أهمية، بالرغم من توافرها فى حزمة برنامج الرئيس ل(100) يوم الأولى! شعبنا المصرى الذى يتحفنا كل يوم بإبداعاته الوطنية، ملّ كثيرًا من تصرفات هؤلاء المدعين والمثبطين فى المدينة، وصبر على أذى مَنْ يزعمون أنفسهم نخبًا، والذين يؤكّدون يومًا بعد يوم أن قضاياهم وخصوماتهم ضد المجتمع هيكلية ومفصلية وعميقة؛ فقد وقعوا فى أخطاء ساذجة، وقاتلة فكريًا؛ وما انحيازهم صراحةً أو ضمنيًا لفكرة عسكرة الدولة إلا تكريس لفكرة الاستبداد؛ وما استنجادهم أيضًا بفلول النظام القديم فى معركتهم ضد كل ما هو إسلامى، عبر فضائيات الأخيرين، أو الاستقواء بالعسكر، ومحاولات تأليبه على الرئيس المنتخب، هى أمور معروفة عنهم؛ فقد دأبوا منذ بداية الثورة على الاصطفاف مع العسكر نكاية بالإسلاميين، فى محاولة يائسة لوقف تقدمهم السياسى واستحقاقهم الانتخابى، ومؤخرًا لم يخجل بعضهم من مطالبة العسكر بالانقلاب على الإرادة الشعبية، خشية هيمنة الإسلاميين عليها! للمحلل السياسى المصرى الدكتور خليل العنانى، تعليق على هؤلاء أنقله حرفيًا: "دعك من السقوط الأخلاقى والفكرى المهين لليبراليين بالتنكر لمبادئ الديمقراطية وقبول الآخر، بيد أن الكارثة هى فى «الغباء» السياسى الذى وضعهم فى خانة واحدة مع الاستبداد والسلطوية، والذى قضى على ما تبقَّى من مشروعية أخلاقية وفلسفية للفكرة الليبرالية فى الفضاء العام المصرى. وكانت النتيجة أنه كلما تقدم الإسلاميون سياسيًا وشعبيًا؛ كلما انتكس الليبراليون أخلاقيًا وأيديولوجيًا وشعبيًا! نظافة الوطن تحتاج منا جميعًا إلى الهمّة، واتّباع سلوكيات إيجابية فى بيوتنا وشوارعنا وأحيائنا، ومكاتبنا للحفاظ على نظافتها؛ جنبًا إلى جنب مع كنس أولئك الذين كشفتهم ثورتنا وأسقطت عنهم الأقنعة المزيفة؛ وأسقطت عنهم أوراق الشجيرات التى يمترس خلفها هؤلاء المدعون والمنافقون والكذّابون! همسة: المتسولون لا يملكون حقَّ الاختيار! [email protected]