أطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية (بدون طيّار)، اليوم الجمعة، صاروخين تجاه مطلقي الطائرات الورقية الحارقة، قرب السياج الأمني الفاصل، شرقي لمخيم البريج، وسط قطاع غزة. ونقلت وكالة "الأناضول" عن محمد (رفض الكشف عن اسمه كاملاً لأسباب أمنية)، والذي ينتمي لمجموعة مطلقي تلك الطائرات والتي تسمي نفسها "وحدة الزواري": " أطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية مسيّرة، صاروخين تجاه مطلقي الطائرات الورقية الحارقة، وسط القطاع". وذكر أن الصاروخين استهدفا مكان تجمّع مطلقي الطائرات الورقية، ودراجة نارية تتبع لهم كانت متوقفة في المكان. وأوضح أن "الثوّار ووحدة الزواري لن تتوقف عن إطلاق الطائرات الورقية حتّى رفع الحصار عن قطاع غزة". وقال: " ليتوقع الجانب الإسرائيلي إطلاق الطائرات والبالونات في كل لحظة، لن نتوقف عن ذلك". وبيّن أن "وحدة الزواري تمهل الجانب الإسرائيلي مدة 10 أيام لرفع الحصار عن قطاع غزة، وإلا سيتم تطوير فكرة إطلاق الطائرات الورقية الحارقة، إلى فكرة المناطيد الحارقة". وأشار إلى أنه تم إجراء تجربة ناجحة لإرسال تلك المناطيد الحارقة، لافتاً إلى أن تكلفتها متدنية وتصل إلى مسافات أبعد من تلك التي تقطعها الطائرات الورقية. ولم تسجل وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أي إصابة جراء القصف. بدوره، قال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في تغريدة نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": " قامت طائرة بإطلاق نار تحذيري باتجاه خلية كانت تهم بإطلاق بالونات حارقة وباتجاه سيارة في قطاع غزة". وذكر أن الجيش "ينظر بخطورة بالغة لاستخدام بالونات وطائرات ورقية حارقة وأنه سيتحرك لمنع استعمالها". وصباح اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي عن استنفار قواته "على الجانب الإسرائيلي من حدود قطاع غزة، تحسبا لإطلاق فلسطينيين آلاف الطائرات الورقية المحترقة من القطاع"، بحسب صحيفة عبرية. وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، على موقعها الإلكتروني، الجمعة، أن "قوات الأمن تتوقع ارتفاعاً في إطلاق الطائرات الورقية المحترقة من قبل سكان غزة، بمساعدة طائرات صغيرة بلا طيار، والتي أتت على آلاف الدونمات (الدونم = 1000 متر مربع) من الأراضي الزراعية الإسرائيلية"، خلال الأسابيع الأخيرة. ولفتت الصحيفة إلى أنه "من غير المتوقع أن يطلق الجيش النار على موجهي الطائرات الورقية برغم دعوة وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، الأسبوع الماضي، القناصة الإسرائيليين لإطلاق النار على الفلسطينيين في غزة الذين يتم رصدهم وهم يطلقون الطائرات الورقية قرب حدود إسرائيل". وقالت "بدلاً من ذلك، يأمل الجيش الإسرائيلي أن تكفي سياسة جديدة تتمثل في إطلاق طلقات تحذيرية من الطائرات الإسرائيلية على مقربة من موجهي هذه الطائرات لردعهم عن إطلاقها، وفي حالة فشل التدابير الجديدة، من المحتمل أن يتم تفويض الطائرات بتنفيذ هجمات دقيقة ضد مطلقي الطائرات الورقية". ويطلق عشرات الفلسطينيين المشاركين في مسيرات "العودة" السلمية، التي انطلقت فعالياتها منذ 30 مارس الماضي، العشرات من الطائرات الورقية تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للحدود الشرقية لقطاع غزة. وتستند فكرة الطائرات الورقية الحارقة على ربط فتيل من القماش المُغمور بالمواد الحارقة، كالبنزين والكاز، في ذيل الطائرات الورقية، وإشعال النيران فيها قبيل إطلاقها. ويستخدم الفلسطينيون هذه الطائرات للفت الأنظار إلى ما يجري في غزة من تردي للأوضاع الاقتصادية. وتشير معطيات إسرائيلية أنه تم إطلاق أكثر من 600 طائرة ورقية حارقة من غزة تجاه إسرائيل، خلال الشهرين الماضيين. واستنادا إلى المعطيات الصادرة عن مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي، فقد تم إسقاط نحو 450-500 من هذه الطائرات الورقية. وأفادت ذات البيانات أن ما تبقى من طائرات سقط بالفعل وتسبب بنحو 198 حريقا أتت على 2500 هكتار من الأراضي الزراعية والغابات، ما أسفر عن خسائر مادية تقدر بملايين من الدولارات.