جريمة بشعة شهدتها منطقة بولاق الدكرور بعد مقتل شخص وسحله من قبل بعض الأشخاص في نفس المنطقة، ورصدت كاميرات المحلات المجاورة، واقعة السحل لمجموعة من البلطجية لشاب بعد تعريته في غياب الأمن ببولاق الدكرور، وانتهت الواقعة مثل كثير غيرها بمقتل الشاب الذي لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراحه تاركًا طفلة رضيعة. زين العابدين، شاب في السادسة والعشرين من عمره، قضى عامًا في السجن في قضية مشاجرة انتهت بإصابة فتاة برش خرطوش في عينها مما تسبب في إصابتها بالعمي، وبعد خروجه حاول التصالح مع أهل الفتاة مكفرًا عن خطئه، خاصة أنه لم يتعمد إصابتها، إذ تصادف وقوفها في شرفة المنزل، وهو ما قوبل بالرفض التام من الجانب الآخر الذي اشترط حمل الشاب لكفنه والقدوم لمنزلهم؛ وهو ما رفضه الأخير، واعتبره إهانة لن يتحملها، وقرر بدلا من ذلك الابتعاد عن المنطقة لكن غريمه، والد الفتاة، كان يخطط لشيء آخر وأعد العدة للانتقام من الشاب، خاصة بعد وفاة ابنته صعقًا بالكهرباء نتيجة عاهة عينيها، ونفذ خطته بسحله وقتله بمشاركة آخرين. البداية بشارع الثلاجة ليلا بمنطقة بولاق الدكرور، وأثناء اختفاء الزحام، ظهرت أصوات وضحكات متقطعة في جلسات السمر على مقهى بمنتصف الشارع، في أحد أطرافه يتبادل «زين العابدين» الحديث والضحكات مع صحبته، قبل أن ينقلب المشهد رعبًا، ويقتحم 10 أشخاص مدججون بالأسلحة النارية والبيضاء المكان، وفور اكتشاف الشاب للمتهمين لاذ بالفرار، وصعد لعقار قريب، لكن توازنه اختل وسقط من الطابق الرابع. وفور سقوطه "حسب ما نشر في موقع التحرير" تجمع المسلحون حول ضحيتهم وانهالوا عليه ضربا وطعنا بالأسلحة البيضاء، بينما وقف آخرون يهددون المارة بأسلحة الخرطوش لعدم الاقتراب، لحين انتهاء حفلة التعذيب الوحشي، وفور تأكدهم من مقتل «زين العابدين» قاموا بنزع ملابسه والتمثيل بجثته بالشارع وسط تعالي الزغاريد والفرحة من قبل المتهمين وزوجاتهم وعقب الانتهاء من الاستعراض تركوه ملقى على الأرض ولاذوا بالفرار. حمل مجموعة من أصدقاء المجني عليه جسده المرصع بالطعنات، إلى مستشفى بولاق الدكرور، ولكنه رفض استقباله لسوء حالته وتم تحويله لمستشفى قصر العيني وهناك حاول الأطباء إسعافه ولكن كان قد فارق الحياة نتيجة الاعتداء. إبراهيم محمد، صديق الضحية القتيل، لا يزال مصدومًا من مشهد صديقه المغطى بالدماء، وقال إن «زين» نشبت بينه وبين المتهمين مشاجرة منذ 4 سنوات بسبب اعتدائهم على أحد أفراد عائلته، مما دفعه إلى إطلاق بعض الأعيرة النارية من فرد خرطوش تسبب في إصابة ابنة أحد أطراف المشاجرة تسببت في فقد بصرها، ولكنها فارقت الحياة بعض عدة أشهر. وأضاف «أحمد.م»، صديق المجني عليه أن "زين" حاول التصالح مع أسرة الفتاة إلا أنهم رفضوا الاستجابة للصلح، رغم محاولته إجراء جلسة صلح وكان شرطهم الوحيد لقبول الصلح، هو أن يحمل زين كفنه ولكنه رفض فقرروا الانتقام منه. واستكمل حديثه «انتهزوا فرصة جلوس زين مع أصدقائه بشارع التلاجة وقاموا بالتعدي عليه بالأسلحة والتمثيل بجثته حتي فارق الحياة». يرفض إغلاق عينيه حتى لا يتذكر مشهد أخيه القتيل، قبل أن يتماسك ويروي «محمد» شقيق زين: «حسبي الله ونعم الوكيل أخويا كان هيعمل سبوع بنته بعد يومين وكان فرحان بيها أوي»، وتابع «المجرمون اللي عملوا في زين كده دول عائلة ثابت منهم كيمو دعبس وأسامة دعبس ووالد الفتاة أحمد عبور، كان لسه خارج من السجن وأول ما خرج قالوله إن زين قتل بنتك، لكن والله زين ما قصد يقتلها». وأضاف شقيق القتيل أن أحد الأشخاص أبلغه بأن شقيقه زين تعرض للاعتداء من عائلة ثابت وقاموا بالتمثيل بجثته، لافتا: «زين والله حاول التصالح معهم أكثر من مرة بس كان شرطهم الوحيد لقبول التصالح إنه يشيل كفنه وطبعا زين رفض وقالي كدا هبقى عايش ميت يا أخويا». كان قسم بولاق الدكرور قد تلقى بلاغًا يفيد بوقوع مشاجرة بين عدة أشخاص بشارع الثلاجة وفور وصول الرائد محمد الجوهري ومعاونيه الرائد طارق مدحت وأيمن سكوري وأحمد مندور لمكان الحادث فر المتهمون هربا، ولكن تمت مطاردتهم والقبض على عدد منهم. وتبين من التحريات أن المجني عليه سبق وتشاجر مع المتهمين وتسبب في إصابة ابنة أحدهم بعاهة مستديمة، وفارقت الحياة صعقًا بالكهرباء فقرر والدها الانتقام، وخطط للجريمة مستعينا بأبناء شقيقته وآخرين واعتدوا عليه بالضرب والطعن مستخدمين أسلحة بيضاء، مما تسبب في وفاته متأثرا بإصابته.