نادية كوهين: «إيلي» خدم الموساد بالإسكندرية وكان صهيونيًا حتى النخاع كان يعرفون أنه انكشف وأجبروه على السفر لسوريا ذهبنا للموساد ووجدنا المسئول عن تجنيده يرقص.. قال لنا: من سمح لكم بالدخول إلي؟ بعثوا لي برسائل مفبركة كأن «إيلي» هو صاحبها وكنت أحيا كالكلاب.. وبعد إعدامه لم نعد نرى مسئولي المخابرات والجميع اختفى اتهمت نادية كوهين، زوجة اليهودي المصري والجاسوس الشهير إيلي كوهين الذي أعدم في دمشق قبل عقود، جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" بالتسبب في شنق زوجها، قائلة: "كان يعرفون أنه انكشف ورغم ذلك أجبروه على العودة إلى سوريا للتجسس". وأضافت في مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية، أن "كوهين يعد أبرز وأشهر العملاء الذي استخدمتهم دولة إسرائيل، وقبل 53 عامًا ألقى القبض عليه خلال تجسسه لصالح إسرائيل في سوريا، وأعدم شنقًا بأحد الميادين المركزية في العاصمة دمشق، محاطًا بمواطني المدينة السعداء بموته، وحتى يومنا هذا لم تستعيد تل أبيب رفاته". وتابعت: "إيلي خدم الموساد في الإسكندرية بمصر، وكان حريصًا على مساعدة دولة إسرائيل التي عشقها، كان صهيونيًا حتى النخاع، لم يأخذ شيئًا أو ثمنًا مقابل هذا العشق، المخابرات الإسرائيلية أخطأت حين قامت بتجنيد إيلي". وأشارت إلى أنه "هاجر إلى إسرائيل بعد أن درس في الجامعة، الطلاب المصريون الذي تعلموا معه، انتقلوا للمخابرات والجيش المصريين، وكان لابد من أن يأخذ الموساد هذا في الحسبان ويدرك أن واحدًا من هؤلاء المصريين الذي عرفوا كوهين زوجي في الماضي، قد يتعرف عليه بالمستقبل". وقالت: "أولادنا لم يعتادوا على رؤيته؛ فهو كان غائبًا دائمًا عن المنزل، وعندما بلغت ابنتي الكبرى 4 شهور، سافر إيلي إلى الأرجنتين وتقلينا رسائل منه وبعد 8 شهور عاد إلى إسرائيل، بشخصية مختلفة حيث ارتفعت ثقته بنفسه، وزاد وزنه، أصبح لديه شارب ويضع خاتمًا في إصبعه". وواصلت: "في إسرائيل ظل قرابة شهر ونصف يعمل مع رجل موساد كان يأتي إلينا في المنزل، لقد أطلقت على رجل المخابرات هذا (ملاك الموت)، فهو الذي أخذ إيلي مني وقضى على حياتنا العائلية، زوجي كان يطالبني بعدم الاستماع إلى الأحاديث التي تدور بينه وبين رجل الموساد، والابتعاد بقدر الإمكان عنهما، لاحقًا علمت أنه قام بعملية تدريب وتأهيل لإيلي؛ كي يتمكن من التحدث باللهجة السورية، وأن يؤدي صلوات المسلمين وما شابه ذلك من الأمور". ولفتت: "بدون أي وداع وجدته يعد حقيبته للسفر، كنت حاملاً للمرة الثانية، وابنتي الكبرى أتمت عامها الأول ولم تشعر بدف الأب وحنانه، وبعدها بعام ونصف عاد إلى إسرائيل، وبدأت أرى علامات غريبة قد ظهرت عليه؛ فقد أصبح يتحدث بلهجة سورية وليس بالمصرية التي كان يتحدث بها قبل الهجرة إلى إسرائيل، بدأت أفقد صبري". ومضت قائلة: "كان يبعث لي برسائل مفبركة من بلجيكا ويقول إنه سيجعل مني ملكة، لكنني مللت من هذا الحديث ولم أرغب أن أكون ملكة، كنت أشعر أنني أحيا كالكلاب لا كالملوك، لاحقًا أدركت أن شخصًا ما من الموساد هو الذي يكتب هذه الرسائل وليس زوجي ويبعث بها إيى". واستطردت: "عندما أنجبت الطفل الثالث عام 1964، وصل إيلي إلى المنزل وكانت هذه آخر زيارة له، كنت أمر بحالة نفسية سيئة، كان يتجول في البيت كما لو كان شبحًا أو شخصًا ميًتا، ثقة النفس المفرطة التي كانت لديه في الماضي تبددت واختفت، كان يبدو كما لو أن السوريين كشفوه وأنه يخطو إلى نهايته ومحطته الاخيرة، الموساد هو المسؤول؛ علموا بذلك ورغم هذا أجبروه على السفر إلى دمشق". واستدركت قائلة: "لسوء حظي وحظه، تمكن إيلي من الوصول إلى قامات سورية من وزراء وضباط بارزين، الأمر الذي لم يتوقع الموساد أن يحدث في فترة قصيرة، المخابرات الإسرائيلية سمحوا له ببعث رسائل إلى إسرائيل من سوريا، استطاع إيلي رؤية هضبة الجولان التي كانت معسكرًا سوريًا كبيرًا، لقد رأي الأماكن التي احتلتها إسرائيل بعد وفاته". وأشارت إلى أنه "عندما ألقي القبض عليه شعرنا بصدمة، لا تصدقوا الرواية الرسمية بإلقاء القبض على كوهين وهو يبعث رسائل لإسرائيل، هذه القصة من خيال مائير عاميت رئيس الموساد الأسبق، وذلك كي يبعد عن نفسه مسئولية كشف إيلي، بعد وفاة زوجي أصدر عاميت تعليمات بعدم الحديث عنه، ولم نعد نرى مسؤول الموساد الذي كان يزورنا في منزلنا، الجميع اختفى". وقالت زوجة كوهين: "مسؤول الموساد كان اسمه شمعون سوميخ، لم أر شخصًا باردًا مثله، هو الذي أبلغني بإلقاء القبض على إيلي في سوريا، ووعد ببذل كل جهد لإنقاذه، الموساد طلب منا عدم إجراء مقابلات إعلامية، أو الحديث مع أي شخص عن إيلي". وأردفت: "ذات يوم سمعنا عن حكم قضائي صدر بحقه، ذهبنا إلى المخابرات الإسرائيلية، وقالوا لنا إن سوميخ موجود، ذهبنا لغرفته وسمعنا موسيقى صاخبة، بعد أن قمنا بدق الباب خرج الرجل الذي كان يرقص في الداخل على أنغام الموسيقى، وتساءل صارخًا: "من الذي سمح لكم بالدخول إلي؟"، صدمنا وأدركنا من كان يدير حياتنا أنا وإيلي والأطفال؟". وختمت: "مرت 53 عامًا، والدة إيلي ماتت دون أن أتمكن من البكاء على قبر زوجي، الموساد لم يهتم بطلبنا استعادة الجثة، حاولت مرة تلو الأخرى، أبلغ من العمر 83 عامًا ولن أتوقف عن الأمل في إعادته".