شن التحالف القبطى الصوفى (الرابطة المصرية) هجومًا حادًا على تيارات الإخوان والسلفيين، متهمهم بأنهم يسعون لإقصاء وتهميش الأقليات الدينية والعرقية، خلال مؤتمر بعنوان "صوت واحد لكل مصر.. رسالة لكل مسئول" الذى عقد مساء أمس الأول بمركز مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر. وشهد المؤتمر حضورًا مكثفًا لكل أعداء الثورة وعلى رأسهم نواب مجلس الشعب منهم محمد أبو حامد، وعماد جاد، وإيهاب رمزى، بالإضافة إلى قيادات الأحزاب، وبعض الشخصيات العامة أبرزهم الدكتور محمد أبو الغار، وإقبال بركة، والدكتور حازم الببلاوى، والدكتور أحمد راسم النفيس، ومن أساتذة الأزهر حضرت الدكتورة آمنة نصير. وهاجم الحاضرون من نشطاء الأقباط والصوفية تصريحات الدكتور ياسر برهامى، عضو الجمعية التأسيسية للدستور، نائب رئيس الدعوة السلفية، بعدم جواز تولى القبطى والمرأة نائب رئيس الجمهورية، وأنه حرام شرعًا، مطالبين المصريين بالنزول؛ لرفض التأسيسية للدستور، والتأكيد أنها لا تعبر عن الشعب المصرى، وأن فصيلا واحدًا هو الذى يريد الهيمنة عليها. وقال المستشار أمير رمزى، الأمين العام للرابطة، ومنظم المؤتمر، إن مؤتمرنا هو وقفة احتفالية احتجاجية قبطية صوفية ولكل مصرى معتدل الفكر؛ للاعتراض على هيمنة الفصيل الإسلامى على الدستور، وتحدى السلطة القضائية والقانون. وأضاف: أن الانتخابات الرئاسية الماضية أكدت أن 80% من الشعب المصرى يرفض التيار الإسلامى، باحتساب الأصوات التى غابت، والأصوات التى حصل عليها الفريق أحمد شفيق، المرشح الخاسر فى السباق الرئاسى، الأمر الذى يعطى الأمل فى توحد المصريين أمام المتشددين، ورفض محاولات تقييد الإبداع والفكر. ودعا رمزى إلى أن يعلم الإخوان والسلفيون أنهم جزء من مصر وليس كل مصر، وأن احتجاجنا سيكون دائمًا ضد محاولات إقصائهم للآخرين، وستصل رسالتنا ليس بقطع الطرق والمظاهرات والتعدى على القانون، لكن داخل القاعات بالموسيقى وكلمات الحضور. وقال محمد علاء أبو العزايم،رئيس الرابطة، شيخ الطريقة العزمية، كنا نتمنى أن يكون مرسى رئيسًا لكل المصريين بعدم الاعتداء على القانون وتحدى القضاء وأنه فوق الدولة، وأضاف: أن استعمال العنف ضد الحريات يدخلنا فى تخلف، ويرجع مصر إلى عشرات السنين. وقال أبو العزايم: إن هناك تمويلا يدعم الإخوان والسلفية؛ لتثبيت أقدامهم على الساحة السياسية الآن، الأمر الذى يثير مخاوف من الهدف وراء ذلك. وقال الدكتور محمد أبو الغار، رئيس حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، إن هناك فى المحافظات أحداث اعتداءات من مجموعات تنتمى للتيار المتشدد ضد الإبداع والفن، وأن تلك الأحداث أسفرت عن ضحايا. وأضاف: أن ما يحدث سببه أن مصر بلا قانون، ولذلك يجب على الشعب المصرى الوقوف معًا للدفاع عن القانون، وحرية الإبداع والفكر، وقبول الآخر، والفن وقائلا: "إن الناس دول عايزين نكد، وإحنا هانلعب ونضحك مش هيقرفونا وهنهيص". وقالت الكاتبة إقبال بركة، إن هناك خطورة على مستقبل المرأة المصرية بعد الثورة، وأنه أصبح غامضًا، ولا يمكن لقيادات الحركة التنبؤ بدورها بعد 10 سنوات، مؤكدًا أنه وضع مخيف. وقال محمد أبو حامد، عضو البرلمان المنحل إن هناك سابقة أن يصدر رئيس جمهورية قانونًا ليتعدى به على السلطة القضائية وأحكامها، مؤكدًا أن ما فعله مرسى ينطبق عليه وصف الدكتور إبراهيم درويش، الفقيه الدستورى، بأنه "فُجر دستورى"، وأن مرسى عليه كموظف عمومى لا بد أن يعزل. وأضاف أن الزيارات المتبادلة للإخوان ومسئولى الإدارة الأمريكية فى البيت الأبيض والكونجرس ومكتب الإرشاد ومنزل خيرت الشاطر تدل على من يستقوى بالخارج وعميل الأمريكان، وإذا كان الإخوان يهتفون فى السابق "يا مبارك يا جمال يا عميل الأمريكان" فانا أقول اليوم لهم "يا مرسى يا جبان يا عميل الأمريكان"، وعرض المؤتمر فيديوهات مسجلة لأسر ضحايا اشتباكات مع مجموعات دينية متشددة. وألقى الدكتور أبو الغار البيان الختامى، أكد فيه أن الحضور ومؤسسى الرابطة اتفقوا فى البيان على رفض الانتهاكات التى حدثت مؤخرًا فى المجتمع المصرى من أفكار متطرفة تبلورت على أرض الواقع فى صورة اعتداءات فعلية تمثل خطورة على المجتمع فى مجال الحريات والإبداع والعقيدة، وعلى الهوية المصرية الوسطية التى استقرت فى وجدان المصريين على مدار السنين. وأضاف: "يناشد موقعو البيان الجميع مناهضة هذا الفكر قبل أن يحول إلى ظاهرة وواقع يفرض نفسه على المجتمع، وذلك بالتوعية والتنوير وتطوير التعليم، ودعم ثقافة التسامح وقبول الآخر"، وأكد البيان أن رموز مصر ونخبتها من علماء وإعلاميين وفنانين ومثقفين وناشطين فى الحركات الحزبية والمؤسسات والكيانات المختلفة يرفضون الانتهاكات والاعتداءات على دولة القانون، وعدم احترام وتنفيذ أحكام القضاء. وطالب البيان صانعى الدستور بأن تكون المعاهدات والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان جزء لا يتجزأ من الدستور المصرى، وأن يكون لكل المصريين.