غدا الثلاثاء.. يصدر البيان الأول للانقلاب العسكرى فى شكل حكم من القضاء الإدارى بحل الجمعية التأسيسية للدستور، وبعده يصدر مباشرة تشكيل جديد من المجلس العسكرى حسب كلام الجنرال ممدوح شاهين لجريدة "الشروق" بمعنى أنه معد سلفا مثل حكم المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان التى ننتظر تأكيدا موثقا منها بأنها لم ترسله إلى المطابع الأميرية وتنشره فى الجريدة الرسمية قبل انعقاد الجلسة بنحو ساعتين! وقد استمعت لدبلوماسى أمريكى أن لديه معلومات مؤكدة بخطة جنرالات "العسكرى" للانقلاب على الرئيس محمد مرسى بواسطة القضاء الذى سيصدر حكما بإلغاء تأسيسية الدستور الحالية، ثم تقوم لجنة مشكلة منه حسب ما يقتضى الإعلان التكبيلى "التكميلى" بصياغة الدستور الجديد دون تضمينه مادة انتقالية تسمح للرئيس المنتخب باستكمال مدته، شبيهة بالمادة الانتقالية التى تضمنها دستور 1971 بالنسبة للرئيس الراحل أنور السادات. وستتدخل المحكمة الدستورية العليا عقب الاستفتاء على الدستور لتحكم بخروج الرئيس الحالى من منصبه. وقال لى هذا الدبلوماسى الأمريكى إن الوضع سيكون شبيها إلى حد ما لحكم الدستورية الباكستانية الذى صدر قبل نحو شهر بإقالة رئيس الحكومة. انقلاب الجنرالات يقتفى أثر نموذجين حسب الحاجة لكل منهما.. النموذج التركى العسكرى قبل حكومة أردوغان والذى كانت المحكمة الدستورية العليا تقوم خلاله بالتهام كل التجارب الديمقراطية التى حاولت منازعة الجيش هيمنته على الحياة المدنية، ثم النموذج الباكستانى الذى يظل فيه الجيش حاكما حقيقيا تتبعه الدولة العميقة من أجهزة مخابرات وأمن وإعلام وقضاء، وحكومة منتخبة يمكن إقالتها فى أى لحظة، وربما الاغتيال كما حدث لرئيس الحكومة الأسبق السيدة بى نظير بوتو. ولا تتوقف الدولة العميقة فى باكستان عن نشر التطرف والإرهاب والتفجيرات وعدم الاستقرار الذى يبقى على سيطرة الجيش دون منازعة من أحد. أظن أن هيلارى كيلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية ناقشت تلك المعلومات مع الرئيس محمد مرسى ووزير الخارجية محمد عمرو، وينبغى أن يكون المشير محمد حسين طنطاوى قد استمع منها أيضا.. إنها معلومات يؤكدها أسطى قوانين المجلس العسكرى الجنرال ممدوح شاهين بما نقله عنه الدكتور عصام العريان بأن حكم حل التأسيسية موجود فى الدرج. ولهذا قالت كلينتون إن عملية الانتقال الديمقراطى فى مصر معقدة، فما زال مصير البرلمان والدستور غامضا، وبدافع اللياقة فقط لم تتحدث عن المصير الغامض للدكتور مرسى! المجلس العسكرى حرض عليها المظاهرات التى قابلتها أمام السفارة الأمريكية، فردت عليها بعدم اكتراث بأنها متعودة على ذلك.. وحرض مايكل منير والنشطاء الأقباط فرفضوا مقابلتها فى محاولة لاستغلال اللوبى القبطى فى الخارج للضغط على واشنطن لكى تترك الديمقراطية فى مصر فريسة للجنرالات. قلت من قبل إن دولة المجلس العسكرى تحتل مصر ولن تنسحب منها بسهولة، وها هى تستعيض عن الديمقراطية بتوزيع "شنطة رمضان"!.. تماما مثل نابليون بونابرت الذى دخل الأزهر بخيوله، ثم وزع رجاله "الملبن"! فهل هناك وجه شبه بين جنرالات المجلس العسكرى والجنرال بونابرت؟! [email protected]
