فيها حاجة حلوة؟، بل حاجات وتفاصيل وعموميات وصور ونفوس حلوة رائعة. طيب فيها حاجة سيئة؟، نعم، فيها حاجات سيئة. والمشكلة أن السيئة يريد لها مرجِفو الإعلام أن تعم، أن تشمل كل مَن ينتمى لتيار بعينه. طيب فيها تكفيريون؟ ، نعم فيها، وأى نفى ذلك هو من قبيل وضع الرؤوس فى الرمال، كما أن أى تعميم لهذا وربطه بالإخوان والسلفيين وعموم الإسلاميين، هو تجنٍّ وظلم مقصود، نابع عن لؤم النخبة، وجهل العامة. التكفيريون لم ينتهوا، منذ قتل المجرم ابن ملجم، سيدنا عليًّا، رضى الله عنه، وفشل رفيقاه المجرمان فى اغتيال الصحابييْن عمرو بن العاص ومعاوية بن أبى سفيان، رضى الله عنهما. الذين يكفرون بالكبيرة موجودون، والحمقى موجودون، والخوارج منذ أن خرجوا لم ينتهوا، أصبحوا قلة وشرذمة مجرمة متناثرة، لكنهم موجودون بيننا، يتكلمون بألسنتنا، ويقرأون من مصحفنا، ويبالغون أحيانًا فى عباداتهم، حتى نظن أنهم ناجون، وهم فى الحقيقة إلى النار قريبون. جريمة السويس لا تخرج عن مجرمين اثنين لا رابع لهما، فربما يكون الثالث، هو الطرف الثالث الذى لم يتعرف عليه أحد حتى هذه الجريمة، أما الطرف الثانى فهو بعض الذين تم تسريحهم من الأجهزة الأمنية، ومدعومين من قيادات الوطنى المنحل، الذين احترفوا استخدام البلطجية والمسجلين خطرين، أما الذى يعنينى فهو المتهم الأول أو المشكوك به الأول، وهى جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ومع أن وزير الداخلية نفى أى وجود لتلك الجماعة، فإن ذلك لا يمنعنا من الكتابة فى ملف خطير ، قد يقف فى وجه الرئيس مرسى بغباء وحمق. أقول: إن الأمة الإسلامية عبر تاريخها افترقت لبضع وسبعين فرقة، ظلت الفرقة الناجية والكبيرة والعظيمة والمسلمة بحق هى نحن ، الذين نرجو لقاء ربنا على سُنَّة حبيبه، صلى الله عليه وسلم، نحن وإن غطتنا الذنوب، لكنَّا لا نزال كل يوم نحلم بالتوبة، ونحاول على الرغم من ذنوبنا التمسُّك بما اجتمعت عليه الأمة. أما الفرقة المشئومة، والتى لم تختفِ، وترواح الظهور فى كل عصر، فهى الخوارج، زيف لهم الشيطان الباطل حقًّا، ويعتبرون أن اعتراض شاب يماشى فتاة على إنكارهم له، لا يجب أن يرد عليه إلا بالقوة التى تبلغ عدم الاحتراس من قتل النفس، والنية مبيتة، وسبق الإصرار موجود، وإلا فقل لى، لو افترضنا أن الجانى متديّن، لماذا يحمل المجرم المطلق لحيته- بهتانًا وزورًا- شفرة الموسَى أو سلاحًا أبيض كثوبه، وأسود كقلبه. الأمر بالمعروف الواجب الآن، والنهى عن المنكر اللازم الآن، هو وأد فكر يسكن رؤوس بضع مئات، حتى لا يصيب غبارهم وكِيرُهم أثوابنا جميعًا، وثوب الرئيس. فالحرام أن نرمى كل الجرائم على الآخرين، ولا نقف بالمرصاد لجهَلة، يفتئتون علينا وعلى الرئيس مرسى، ويمنحون أعداءه فُرصًا للنيل منه. [email protected]