كعادتها تخوض القوات المسلحة الباسلة حربًا موسعة ضد التنظيمات الإرهابية الغاشمة في شمال سيناء، عازمة في هذه المرة على استئصال جميع منابعها والقضاء على عناصرها بالكامل، خاصة أن هذه العملية تتم هذه المرة بمشاركة جميع قطاعات القوات المسلحة، وبأكبر قوة عسكرية داخل شمال سيناء منذ حرب السادس من أكتوبر ضد إسرائيل تقريبا. تجييش القوات الكبير، والذي أتى نتيجة تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي للقوات المسلحة، جعل العديد يتساءلون حول أسباب العملية وتوقيتها، والذي يأتي قبل نحو شهر واحد على انطلاق الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلى جانب العدد الكبير من العتاد العسكري والذي لا يأتي غالبا إلا بتنسيق مسبق مع الجانب الإسرائيلي وفقا لاتفاقية السلام، والتي تنص على وجوب التنسيق بين الطرفين في حالة دخول قوات عسكرية إلى شمال سيناء. العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، أكد في بيان رسمي، أن العملية العسكرية الموسعة تأتي في إطار تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي، باستخدام القوة الغاشمة ضد العناصر الإرهابية في سيناء عقب استهداف مسجد الروضة بقرية بئر العبد بالشيخ زويد، وهو في إطار مهلة الثلاثة أشهر والتي قاربت على الانتهاء. وكشف مصدر في مدينة شمال سيناء، عن أن جميع الجهات هناك في حالة استنفار كامل، وأن القبائل بجميع عوائلها ومشايخها قرروا الوقوف جنبا بجنب مع القوات المسلحة الباسلة، ضد العناصر الإرهابية والتي قتلت العديد من شباب ومشايخ القبائل في السنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي يجعل القبائل السيناوية أكثر مساندة للجيش في حربة الضروس ضد العناصر الإرهابية. وأضاف المصدر السيناوي، أن القوات المسلحة تتعامل في منطقة الشيخ زويد ورفح، وهما منطقتان خاليتان من المدنيين منذ فترة، خاصة أن هذه المناطق تم تهجير جميع العناصر المدنية الموجودة بها لتسهيل عملية الحرب على الإرهاب، والذي كان يستخدم العناصر المدنية كدروع بشرية ضد القوات الأمنية والعسكرية ومن ثم يجعلها تتراجع، حتى لا تتسبب في ضرر للمدنيين. وفي هذا السياق، أكد اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن توقيت العملية العسكرية له دلالات واضحة، أحدها عسكري ويتعلق في الامتثال للأوامر العسكرية للقائد الأعلى، الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي وجه بضرورة استئصال العناصر الإرهابية في غضون ثلاثة أشهر، بعد استهداف مسجد الروضة بقرية بئر العبد في الشيخ زويد، منذ نحو شهرين. وأضاف مظلوم في تصريح ل"المصريون" أن الدلالة الأخرى سياسية تتمثل في أن العملية تأتي قبل الانتخابات الرئاسية، والتي أشارت معلومات إلي احتمالية قيام عناصر إرهابية باستهداف الانتخابات والمقرات، وهو الأمر الذي جعل مؤسسة الرئاسة تعمل علي بث الاطمئنان بشكل مسبق، وتستعجل القيام بعملية عسكرية موسعة للقضاء علي العناصر الإرهابية ومنع حدوث أي طارئ خلال الانتخابات. وأوضح مظلوم أن التوسع في العملية وزيادة عدد القوات يأتي بسبب التأكد من جميع المعلومات الواردة إلي مركز العمليات، والانتظار لوقت كافة للحصول على هذه العمليات، ومن ثم استقرت القوات المسلحة على المشاركة بهذه الكميات من العتاد العسكري، والذي لا يتحرك إلا لوجود أمر جلل وكبير.