لم أستطع أن أتجاهل مقال الأستاذ محمود سلطان في الرد علي بعض كلام المهندس عاصم عبد الماجد والذي تعرض فيه لبعض الاتهامات للجماعة الاسلامية كما اعتدت أن أتجاهل مثل هذا الكلام عندما يصدر ممن اعتادوا التحريض والتزوير من الصحفيين وذلك لأن جريدة" المصريون" تعد عملة قليلة في الانصاف والمهنية يندر وجودها في هذه الأيام ، كيف والأستاذ محمود يعرف ابناء الجماعة الاسلامية وكثيرا ما كتب هو وأخوة الاستاذ جمال ماي نفي ما فهمته عنه في المقال السابق. أنا بالطبع لا أنتوي أن أدفع عن المهندس عاصم ما قيل عنه فهو بالتأكيد أقدر مني علي ذلك ولكني سأشير إلي ما مس الجماعة الإسلامية في هذا المقال وأعرض له . أولا- القول بأن الجماعة الإسلامية تعادي السلفية بالمطلق – بالمناسبة يعني إيه بالمطلق- وتعتبرها سعودة الاسلام .. ولا أدري من أين جاء الكاتب بهذا الكلام فليس في كتاباتنا وأدبياتنا شئ من هذا الكلام بل إننا لنزعم أننا نحمل نهجا سلفيا سويا وكل أدبياتنا والتي نشرنا منها جزءا كبيرا في جريدتكم ودراساتنا وأبحاثنا تحمل نهج السلف الصالح في الاستدلال والمرجعية والمنهجية وتستطيع أن ترجع في ذلك الي كتاباتنا الأصولية ورسالتنا في منهج التعامل مع الأدلة ودراستنا في الاجتهاد والتقليد وغيرها وكذا كتابات ابناء الجماعة علي النت ثانيا- أما عن الفكر التكفيري فهذا شئ لم يتهمنا به أشد خصومنا لددا .. إذ أن موقفنا في التصدي لفكر المكفرة قديم معنا قدم وجودنا وقد نجحت الجماعة في محاصرة فكر التكفير خاصة في الصعيد ولنا فيه دراسات متنوعة في الرد عليه بكافة صوره والرد علي الدواعش وغيرها بل إن الشيخ عصام دربالة -رحمه الله- قبض عليه وهو في جولة يقيم فيها ندواته لتحصين الشباب ضد هذا الفكر ومات في السجن نحسبه شهيد الدفع عن عقيدة السلف ضد هذه البدعة ثالثا- القول عما سميته الاستعلاء التنظيمي والصراع علي شرعية من يمثل الدين الصحيح فأنا أحيلك علي كثير من مقالاتي التي نشرتها علي موقعكم هذا منها " لماذا لا نختلف – قصتي مع فتوي الموسيقي- كل مجتهد مثاب وغيرها كثير" والي رسالة في فقه الاختلاف وكيف أن كثيرا من كتاباتنا تعالج قضية تقبل الآخر وحقه في الاجتهاد " ما استجمع شرطه" دون انكار ولا تثريب غير الحوار العلمي الذي لا يثرب ولا يسئ وأنا أزعم أن ادبياتنا في هذا الموضوع أكثر من أن ينكرها أحد ولا أدري من أين جاء الاستاذ محمود في حقنا بهذه الدعوي ونحن من أكثر القوي الوطنية التي يتسع صدرها للآخر ويلتمسون الأعذار لم خالفهم رابعا- قضية مبادرة وقف العنف والتساؤلات التي ذكرتم أنها مازالت تطرح حول مصداقية التراجع عنه والحق ان هذه التساؤلات لم يعد لها مكان الآن ولم يعد أحد يقولها الآن بعد هذه التجربة التي رسخت مصداقية الجماعة في تبني السلمية كنهج للتغيير من خلال مواقف وكتابات وندوات أصلت لهذا النهج ولقد دعونا حضرتكم لتشهدوا الاحتفال بمرور عشرين سنة علي المبادرة وحضرها كثير من أهل الفكر ومن ابناء الجماعة وتحدث فيها المتكلمون حول هذه التجربة الفريدة التي صارت مثلا يقتدي به تروج له مراكز الدراسات والأبحاث المختلفة وتعتبره تجربة فريدة قابلة للتطبيق في الاماكن المشتعلة خاصة بعد ما رأوا موقف الجماعة في الازمة الحالية وتصديها لمحاولات هدم الدولة وإشاعة الفوضي في المجتمع وبعد – بقي قولكم عن خيارات حزب النور وحقه في خياراته ونحن كجماعة لم ندع أننا نحاسب الناس علي جناياتهم وانما يحاسبهم المولي عز وجل ثم يحاسبهم الشعب عبر صناديق الانتخاب والمجتهد المستجمع لشروط الاجتهاد مثاب أصاب أو أخطأ وربما حسب ما يقول كثير من الاصوليين ان كل مجتهد مصيب ما استجمع شروط الاجتهاد ولا نتهم نيات أحد ولا قصده في النهاية .. لقد أثار مقالكم هذا استغرابنا جميعا خاصة وأنت تعرف ابناء الجماعة جيدا وتنشر لكثير منهم علي صفحات جريدتكم أسأل الله أن أكون قد أوضحت ما أثرت من أمور والله من وراء القصد