خلال جولة (المصريون) داخل مدينة الإنتاج الإعلامى، وجدنا عددًا كبيرًا من الاستوديوهات الخاصة ببعض القنوات الفضائية المتوقفة عن البث ولم يتم سحبها حتى الآن وعودتها إلى القطاع التجارى بالمدينة من أجل إعادة تأجيرها مرة أخرى، فى الوقت الذى تنتظر فيه القنوات الجديدة بناء استوديوهات جديدة بالمدينة تستطيع من خلالها الانطلاق على القمر الصناعى، مع العلم أن هذا مخالف لقانون الاستثمار والمناطق الحرة الإعلامية الذى ينص على أنه لا يجوز أن يتم تأجير استوديو داخل المدينة إلا إذا كانت هناك شركة مرخصة لهذا الغرض، ويعتبر حجز السعة القمرية أساسًا من أجل الاستمرار فى تأجير الاستوديو، وينتفى هذا الحق الأصيل إذا ما توقفت القناة عن البث على القمر الصناعى، إلا أن هناك عددًا من القنوات المتوقفة حاليًا مازالت تحتفظ بالاستوديوهات الخاصة بها، ومن هذه القنوات "الساعة" الذى كان يمتلكها اللبنانى وليد الحسينى وشريكه الليبى أحمد قذاف الدم وكانت تديرها السورية فاطمة بن حوحو ويقع الاستوديو الخاص بها فى المجمع (ه)، وقناة "العقارية" التى كانت تسمى قبل ذلك بالاقتصادية وكان يملكها أحد رجال الأعمال الكويتيين قبل أن يشتريها رجل أعمال مصرى ويطلق عليها اسم العقارية وتبلغ مساحة الاستوديو 300 متر ويقوم بتأجيرها للقنوات التى لا تمتلك استوديو داخل المدينة من الباطن، وفى هذا مخالفة صريحة ويقع الاستوديو فى المجموعة (ه) أيضًا، أما قناة "النجاح" ذات السمعة غير الجيدة والتى كانت متخصصة فى التنمية البشرية ويملكها السعودى الدكتور غازى فيلمبان فلديها استوديو على مساحة 150 مترًَا فى المجمع (ه)، ويبدو أن المجمع هذا هو مجمع القنوات المغضوب عليها أو مجمع القنوات المتعثرة، والطريف أن هذه القناة توقفت عن البث لأكثر من ثلاث سنوات ثم عادت للبث مرة أخرى أوائل فبراير من العام الحالى، ثم ما لبثت أن اختفت بعد انطلاقها ببضعة أشهر وخلفت وراءها ديونًا كبيرة كالعادة، وكان يديرها مجموعة من السعوديين الذين ليس لهم خبرة فى المجال الإعلامى بنظام الإيجار.. أما القناة الأكثر جدلا فهى قناة "اللورد" أو ال ITB ويمتلكها الأردنى ماهر الحبلاوى، الذى قام بتغيير اسمها من اللورد إلىITB بعد واقعة أكاديمية الزعيم التى تبرأ منها عادل إمام واتهم أصحاب القناة بالنصب عليه لعدم حصوله على باقى مستحقاته المادية التى كانت تبلغ خمسة ملايين جنيه، فلم يجد الحبلاوى بدًا من ITB بديلاً للورد حتى يتفادى السمعة السيئة للقناة.. أما قناة "شبابيك" الذى يمتلكها الدكتور أيمن عطا الله التى كانت بداية انطلاقها من خارج مصر على القمر الفرنسى يوتل سات من خلال شركة نورسات الأردنية السعودية بشراكة بحرينية مع اثنين من رجال الأعمال هناك، وبعد تراكم الديون والمشاكل مع نورسات تم وقف القناة فلجأ عطا الله إلى شركة جلف سات الكويتية لإطلاق القناة من هناك عبر القمر الفرنسى أيضًا وسرعان ما تم وقف القناة مرة أخرى لتراكم الديون إلى أن قامت ثورة يناير وارتفع سقف الحريات وانتفت المحظورات من أمن الدولة التى كانت تمانع فى أن تبث قناة شبابيك من مصر اعتراضًا منها على الشركاء البحرينيين، فذهب عطا الله إلى النايل سات وحصل على التردد فى مدة وجيزة وانطلقت قناة شبابيك مرة أخرى بعد توقف دام أكثر من عامين من النايل سات المصرى ومن داخل مدينة الإنتاج الإعلامى بعد أن قام بتجهيز أحد الاستوديوهات فى المجمع (ب) ولم تمر بضعة أشهر حتى تراكمت الديون مرة أخرى وتوقفت القناة، ولكن هذه المرة قامت المدينة بالتحفظ على الاستوديو الخاص بالقناة والأجهزة ضمانًا لتسديد الديون.. أما قناة "البدر" الفضائية التى يمتلكها الأردنى نبيل بدر بشراكة مصرية مع الدكتور محمد مقبل، أخصائى الخصوبة والعقم، قبل أن يدب الخلاف بينهما ويصل إلى المحاكم ويبدو أن الشركاء انشغلوا بقضاياهم على حساب القناة التى سرعان ما أغلقت أبوابها وكانت تنطلق من مدينة الإنتاج الإعلامى عبر القمر نايل سات من خلال استوديو أشبه بالفيلا بجوار مناطق التصوير المفتوحة بالقرب من حى الإسكندرية، وقامت المدينة بسحب الدور الثانى الذى كانت القناة تستخدمه كمقر إدارى لها وأبقت على الاستوديو فى الدور الأرضى كما هو إلى الآن ويسعى أصحابها لبيعها إلا أن المبلغ المطلوب لا يتلاءم مع إمكانياتها.. ويؤكد أحد المصادر فى الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة الإعلامية صاحبة حق منح التراخيص لتلك الفضائيات أنه لا عودة لتلك القنوات مرة أخرى، ومنها من قامت الهيئة بسحب ترخيصه بالفعل.