طالب الحزب الإسلامي العراقي، اليوم الأربعاء بفتح تحقيق دولي محايد في قضية تعذيب 176 معتقلاً في أحد السجون التابعة لوزارة الداخلية العراقية وسط العاصمة بغداد. واتهم الحزب في مؤتمر صحفي، جهات على مستوى عال في الحكومة العراقية الحالية بالتورط في هذه القضية، مؤكدا حصول حالات سابقة لتعذيب سجناء عراقيين. وكانت "هيئة علماء المسلمين" قد دعت إلى التحقيق في تلك الانتهاكات، وقالت : إن المعتقلين وكلهم من السنة عثر عليهم محتجزين في قبو تابع لوزارة الداخلية حيث تعرض كثير منهم للضرب، وبعضهم خضع للتعذيب وهناك من يعاني سوء التغذية . ومن جهته قال جيش الاحتلال الأمريكي إنه يحقق بشأن قيام قواته في العراق بوضع سجناء في قفص مع أسود عام 2003.ودعا الدكتور عدنان الدليمى رئيس مؤتمر أهل السنة في العراق إلى ضرورة إجراء تحقيق من قبل جهة قضائية محايدة، وبإشراف دولي.وأكد الدليمي في مقابلة صحفية أن ضحايا التعذيب هم من أهل السنة.. مطالبا بأن لا يجرى اعتقال أي شخص إلا بإذن القاضي، وبموجب أوامر رسمية، وبحضور مختار المحلة حتى يعرف أهالي المعتقلين الجهة التي قامت بالاعتقال. وتشير المصادر إلى أن جنوداً أمريكيين وجدوا عشرات السجناء في حالة مزرية لدى تفتيشهم مبنى تابع لوزارة الداخلية في حي "الجادرية" ببغداد أثناء بحثهم عن صبى مفقود في ذلك الحي.وأوضحت المصادر بأن الدخول إلى ذلك المكان جاء بناءا على تقارير سابقة أفادت بتعرض المعتقلين فيه إلى انتهاكات، وأن ذلك المكان هو ملجأ مدني اتخذته الداخلية العراقية كأحد مقراتها. وقال رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري إنه أُبلغ بأنه كان هناك 173 محتجزا في سجن تابع لوزارة الداخلية تعرضوا للتعذيب. وكان حسين كمال نائب وزير الداخلية قد قال : إن عدد المحتجزين 161 شخصاً، وإنهم جميعاً كانوا يتعرضون لمعاملة غير لائقة، وكانت ترتكب بحقهم انتهاكات. وقال : "لم أر مثل هذه الحالة قط خلال العامين الماضيين في بغداد.. هذه أسوأ حالة". وأضاف "رأيت آثار انتهاكات جسدية عن طريق الضرب الوحشي.. كان هناك معتقل أو اثنان مصابان بالشلل .. وبعضهم جلده مقشر في أكثر من موضع". وأضاف : إن هذا أمر غير مقبول. وقال كمال : "نقلوا الآن إلى منشأة أخرى حيث يخضعون لرعاية طبية".ولم يتضح سبب اعتقالهم أصلاً.. ومعظم المعتقلين مشتبه بأنهم يؤيدون المقاومة ضد الاحتلال وأعوانه. ومن جهته قال إياد السامرائي الأمين العام للحزب الإسلامي : "أنا أعتقد أن من الأفضل إجراء تحقيق دولي محايد.. لقد بدأنا نشك بمسؤولية أو تورط جهات على مستوى عال في السلطة في القضية". وأضاف : "لقد حصلت أكثر من مرة حادثة من هذا القبيل وقيل إنه تم تشكيل لجان تحقيق لكننا لم نر شيئاً من النتائج". وأوضح السامرائي أنه منذ فترة ونحن نقول أن هناك اعتقالات غير قانونية، وانتهاكات لحقوق الإنسان، وعمليات تعذيب تقوم بها الأجهزة الرسمية"، وأكد وجود اتصالات مستمرة مع المسئولين بشأن هذه القضية. وفي واشنطن وصف ادم ايريلي المتحدث باسم وزارة الخارجية أنباء التعذيب بأنها "مثيرة للقلق". وقال : إن الولاياتالمتحدة تريد من العراق أن يعاقب الجناة. واتهمت القوى السنية في العراق الميليشيا المرتبطة بوزارة الداخلية التي يديرها الشيعية باعتقال السنة في مداهمات واحتجازهم دون تهمة. وقالت مصادر عسكرية أمريكية : إن القوات الأمريكية صدمت حينما صادفت هؤلاء السجناء الذين أظهر بعضهم آثار الضرب وبدا أن بعضهم لم يتناول الطعام منذ أسابيع.وقال جندي من الفرقة الثالثة للمشاة المتمركزة في بغداد، والتي شنت المداهمة "لم يكن هذا ما توقعناه بالمرة.. فقد كنا نفتش عن صبي في الخامسة عشرة من عمره". وقالت شبكة "بي بي سي" الإخبارية البريطانية : إن هذه المعلومات تأتي فيما تتعرض واشنطن لضغوط دولية من أجل المزيد من الشفافية إزاء معاملة السجناء. وأضافت : "إن إدارة بوش نأت بنفسها سريعاً عن التقارير الأخيرة المتعلقة بتعرض السجناء العراقيين لانتهاكات المصدر : وكالات الإسلام اليوم