في ليلة واحدة، أعلن اثنان من قادة المؤسسة العسكرية سواء الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، أو الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، ترشحهما في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو الأمر الذي اعتبره متابعون للشأن السياسي أشبه بالمصيدة لمن يأخذون موقف المعارضة من الطرفين. ترشح اثنين من داخل المؤسسة العسكرية، خلال انتخابات رئاسية واحدة هو حدث غير مسبوق في الانتخابات المصرية، حيث يتم التنسيق بين المرشحين قبل الدخول في الانتخابات بشكل رسمي ويبقى الأكثر حظا في السباق، لعدم تفتيت الأصوات الانتخابية، ولعدم إحداث فتنة داخل القوات المسلحة. وسبق أن أعلن الفريق أحمد شفيق نيته الترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2012، قبل أن يعلن اللواء عمر سليمان ترشحه، ثم رفض قبول أوراقه بسبب نقص أوراق إدارية، ومن ثم استمر الفريق شفيق والذي أعلن انسحابه لصالح اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات العامة الأسبق. الأمر نفسه تكرر بين عنان والسيسي في الانتخابات الرئاسية عام 2014، قبل أن يعلن الفريق سامي عنان انسحابه لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي فاز باكتساح أمام منافسه القيادي الناصري حمدين صباحي. وفي هذا الإطار، أشار مجدي حمدان، نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، إلى أن ترشح الفريق سامي عنان في انتخابات الرئاسة، لا يمثل مصيدة سياسية، وأنه دلل على هذا الأمر بضم اثنين من أكبر المعارضين للنظام السياسي الحالي لحملته الانتخابية، والإعلان عن تنصيبهما نائبين له في حالة فوزه بالانتخابات، وهما المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، والدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة. وأضاف حمدان ل"المصريون" أن الأقاويل المختصة باحتمالية ترشح عنان أمام السيسي لإظهار أن الانتخابات حقيقية، وحتى يمثل دور المنافس "حسب وصفه"، سيتم ترويجها بشكل كبير في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كجزء من الحملة المضادة لسامي عنان وإسقاطه معنويا، بسبب الشعبية المتناقصة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو الأمر الذي أظهره عدم جمع توكيلات انتخابية بمقدار الأرقام التي أعلنت عنها الحملات الانتخابية مثل "كلنا معاك، عشان تبنيها". من جهته، رأى السفير عبدالله الأشعل، مساعد ويزر الخارجية الأسبق، أن اعتبار ترشح الفريق سامي عنان مصيدة للتيار المدني من عدمه، سيتوقف على استمراره في انتخابات الرئاسة للنهاية، وعدم انسحابه مثلما حدث في انتخابات الرئاسة عام 2014، وتسبب في إحراج العديد من الشخصيات السياسية التي أعلنت تأييدها له في ذلك الحين. وأضاف الأشعل في تصريح ل"المصريون" أن الخطاب الاستهلالي الذي أطلقه الفريق سامي عنان، وأعلن فيه نيته الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، مبشر ويوحي بأنه عازم بجد هذه المرة على الترشح في الانتخابات، ومنافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي أصبح يعاني بشكل واضح نتيجة الاختيارات الخاطئة في الحكومة، بالإضافة إلى إقالات في الأجهزة السيادية دون إبداء أسباب واضحة.