قال معهد بحثي يعمل بتمويل يهودي ويتخذ من بروكسل مقرا له إنه ينبغي للاتحاد الاوروبي ان ينشئ هيئة لمراقبة قنوات التلفزيون الناطقة باللغة العربية والتي تبث في اوروبا لمنع نشر ما تزعمه "رسائل الكراهية". وقال (معهد عبر الاطلسي) الذي تموله اللجنة اليهودية الامريكية ان المحطات الفضائية التي تتخذ من الشرق الاوسط مقرا لها تبث برامج معادية للغرب وتنبذ المرأة وتهدد اليهود وتؤيد العنف لتعزيز الاسلام الراديكالي. واضاف في تقرير له "البث المتواصل لافكار الكراهية التي تهدد الجوهر الاساسي للنموذج الاجتماعي الاوروبي هو مصدر قلق دائم وهذا هو الحال ايضا بالنسبة للافتقار الى آليات تنفيذية لمنع الترويج لمثل تلك الرسائل على شاشات التلفزيون الاوروبية. "ينبغي للاتحاد الاوروبي ان ينشئ هيئة مراقبة متخصصة تكون مهمتها التعامل مع تلك الحالات" وان تلك الهيئة ينبغي ان تمتلك صلاحيات لمنع بث تلك البرامج في اوروبا. ونفت القناتان العربيتان اللتان حددهما التقرير وهما قناة (المنار) الناطقة بلسان حزب الله اللبناني وقناة (اقرأ) التي تتخذ من المملكة العربية السعودية مقرا لها اذاعتهما برامج تحتوي مواد تحض على الكراهية. وتخضع المحطات الفضائية الناطقة بالعربية للتدقيق في الاتحاد الاوروبي منذ حظرت فرنسا قناة المنار العام الماضي بعدما زعمت ان برامجها معادية للسامية ويمكن ان تهدد النظام العام. ووضعت الولاياتالمتحدة المنار بعد ذلك بايام قليلة على قائمة المنظمات الارهابية وانهت بثها الفضائي الى الولاياتالمتحدة. التي تحض على الكراهية او تدعم العنصرية او الخوف من الاجانب. وردا على تقرير المعهد قالت المنار ان الجماعات اليهودية تتصرف كما لو كانت "وصية على الاعلام" ونفت ان تكون تبث اي رسائل معادية للسامية. وقال ابراهيم فرحات مدير العلاقات العامة في تلفزيون المنار لوكالة الانباء البريطانية "طبعا نحن نسلط الضوء على الاحتلال الاسرائيلي نكشف ما يجري من ممارسات وحشية يقوم بها هذا الاحتلال ضد المواطنين العزل. "ولكن الديانة اليهودية نحترمها ونعترف بها كديانة ونحاورها وليس لدينا مشكلة معها فلذلك اين هو العداء للسامية؟ هذا القول مردود." وقال المعهد ان عدد الاطباق اللاقطة التي تستقبل المحطات التلفزيونية الناطقة بالعربية في اوروبا اخذ في التصاعد وان بعض القنوات تبث "محتوى ملهبا يمكن ان يفسد النظام العام." واضاف ان قوانين البث الاوروبية فضفاضة ودعا الى مزيد من الحوار مع السلطات في دول الشرق الاوسط التي تبث معظم تلك البرامج. وقال المعهد ان حالة قناة المنار ينبغي ان تكون سابقة للمحطات الاخرى "التي تبث موادا مماثلة" مشيرا الى قناة اقرأ على أنها واحدة من بين كثير من تلك القنوات. وقال نبيل حمد مدير تلفزيون اقرأ الذي يبث من العاصمة الاردنية عمان لوكالة الانباء البريطانية إن الاسلاميين المتشددين دأبوا على مهاجمتها بسبب كونها معتدلة وترفض التعصب وأنها ضد التفجيرات الانتحارية. واضاف انه يجب الا يتم الخلط بين المطالبة بالعدالة ومعاداة السامية. وقال ان الحرية الوحيدة مكفولة لمهاجمة الاسلام او السخرية من العرب او مهاجمة الفلسطينيين مشيرا في ذلك الى ما تبثه عدة محطات غربية كبرى. وقال جهاد بلوط المتحدث باسم قناة العربية التلفزيونية انه قلق من ان يكون اقتراح المعهد يستهدف الاعلام العربي فقط بدلا من ان يكون شاملا. واعرب عن امله في الا يتم تسييس هذا المسعى. واضاف انه ينبغي المحافظة على حرية التعبير والصحافة المسؤولة واشار الى قلقه الشديد تجاه اقحام البعد السياسي في الامر.