ترى صحيفة "ميدل آيست أي" البريطانية، أن إسرائيل تجد مصلحتها مع النظام الحالي، ولهذا فهي تعتبر الرئيس السيسي أفضل وأنسب الخيارات لها في الانتخابات القادمة، منوهة بأن الدور الذي يلعبه النظام الحالي في ترويض الرأي العام المصري حيال تسليم القدسالشرقية لإسرائيل لن يقوم به أي مرشح آخر، مشيرة إلي أن تصريحات يوسف زيدان عن القدس ما هي إلا تنفيذ لأمر أسياده. وأوضح الموقع أن النظام الحالي والرئيس السيسي لا يزال يلعبان دورًا لإسرائيل و أمريكا، والذي لا يمكن أن يلعبه "شفيق" أو "عنان" والذي لن يكون بالضرورة قريبًا من الرأي العام المصري، إلا أن دور النظام الحالي يتلخص في ترويض الرأي العام المصري فيما يخص تسليم القدسالشرقية لإسرائيل، وإذا كانت سيواجه ذلك الاتجاه السياسي عقبة رئيسة، فلن يواجهها بين النخب العربية الحديثة، بل ستكون العقبة في الشارع العربي. وكان هذا الاتجاه هو فحوي الإرشادات التي تسربت لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية التي وجه بها أحد الضباط السريين مذيعي البرامج الحوارية، وكان هذا هو الموضوع ذاته الذي تحدثت فيه أحد الأصوات التي سمح لها بالكلام وهو الروائي والأديب المصري، يوسف زيدان. وتقضي أطروحة "زيدان"، أن المسجد الأقصى هو حرفيًا "أقصي" أو أبعد الأماكن المقدسة للمسلمين؛ إذ يرى أنه لا يقع في مجمع الحرم القدسي الشريف وبالتالي فإن القدس ليست مدينة مسلمة لها قدسية. وشكرت السفارة الإسرائيلية في القاهرة "زيدان" على تصريحاته، ولكن في الحقيقة لا تعد مناقشة أطروحاته في التلفزيون المصري ليس من باب الصدفة في هذا الوقت بالتحديد ، فإنه _كغيره_ ينفذ أمر سيده. ولكن لن يجدي أي من كل هذا نفعًا؛ فإن الطريق الوحيد لإنقاذ مصر من دوامة الموت هو استعادة ريادتها وسيادتها، واقتصادها وبرلمانها وأخيرًا استعادتها للديمقراطية، لاسيما أن الطريق الحالي سيؤدي إلي إضعاف وتفكك أكبر دولة عربية من حيث السكان في النهاية الأمر. وفي السياق كان قد قال الرئيس "السيسي"، "إننا لسنا دولة حقيقية نحن شبه دولة"، التصريح الذي قد يكون واحدة من نبوءاته التي تتحقق.