فى البداية أبارك للشعب المصرى كافة والأمة العربية والإسلامية نجاح الثورة، التى حملتها أم الدنيا فى الفترة الماضية العصيبة وكادت ألا تلد لولا توفيق من الله ثم إصرار أولادها البررة الذين لا يفكرون فى عقوقها يوما أبداً, فهنيئاً لها بأبنائها الأوفياء. لقد ولدت هذه الأم ابناً صالحاً أستاذاً حافظاً لكتاب الله تعرض للسجن لتصدره للظلم طالبا إعلاء كلمة الحق وإحقاق العدل فأوصله الله إلى منبر اتخاذ القرار الذى كان يوماً يطالب من اعتلاه من قبله بما يصبو إليه الشعب المصرى حفظ الله مصر حكومة وشعبا. لقد باشر الرئيس المصرى المنتخب الدكتور محمد مرسى بامتياز مهام عمله بخطاب لشعبه وللأمة وصل صداه إلى قلوب الأطفال الرضع، مما حمل من حب وولاء وعهود قطعها على نفسه للمصريين فلن يخيب الله أماله بإذنه تعالى.. عندما أطلق الخطاب الأول له يحمل عبارات طيبة تنم على صلاح سريرته بها غسل ترسبات الماضى لكى يعيش الشعب المصرى إخوة متحابين يداً واحدة لبناء ما أفسده الدهر لقد قال (سأكون على مسافة واحدة مع جميع المصريين مسلمين وأقباطا لكل قدره ومكانته لا يتمايزون إلا بمقدار عطائهم للوطن واحترامهم للدستور والقانون)..كلمات فيها الأمل والطموح والتطلعات لغد مشرق، إنه يحقق معنى الآية الكريمة حينما قال عز من قائل (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) الآية أى لا تحملكم البغضاء على ترك العدل ويأمركم الله بالبعد عن التشفى والانتقام ويشجعكم على بث روح التعاون والتسامح, فبهذه الكلمات الجم كل من كان يفكر بسوء فى نزاهة هذا الرجل الأمين وأدخل السرور إلى قلوب الكارهين له أنه أتى ليحقق حلماً طالما انتظره الشعب بحرارة الجمر "العدل والمساواة"، ولا سبيل للانتقام وتصفية الحسابات ليقينه أن هذا المنهج لا يحقق المنافع، بل سيكون عثرة فى طريق البناء والتطور وسيخلق الشؤم والتوتر وفوق ذلك فهو يلبى دعوة الله عز وجل فى هذا الشأن. إن هذا الرجل الصالح ذكرنا بخليفة محمد صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه عندما تولى خلافة المسلمين وقال (أما بعد أيها الناس فإنى قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى)، اليوم يكررها رئيس مصر العربية وتكاد المسامع لا تصدق ما سمعته لقد كان وقعها عليهم كالصاعقة بطلب سيادة الرئيس العون منهم إذا أحسن وعمل واجتهد لخدمة مصر وشعبها وعمل على توحيد الصفوف وجمع الكلمة، التى وعد بها والسعى على تحقيق أفق الثورة، وجنى ثمارها لينعم الشعب بالعيش الكريم والكرامة والعدالة الاجتماعية والحرية هكذا وعد وهو على قدر وعده بعون الله ثم بعونكم أنتم سواعد مصر العظيمة، وإذا لم يلتزم بما وعد وسعى لتنفيذه والخروج بمصر من محنتها وترتيب الأوضاع بما يتواكب مع رغبات الشعب الصبور ولم يطع الله فيكم قال لا طاعة له عليكم.. إنى التمس فيه رجل مصر المحب المخلص، الذى ولاه الله عليكم لتعود مصر مكانتها الأولى, ولم يقل إلا خيراً عن خير الأجناد فى الأرض، نعم أنهم، كما قال كيف لا وهم من حفظ البلد وأهله حتى تربع الرئيس على عرش مصر. والله إنها أمانة صعبة ومهمة جسيمة اختلطت بها عواصف الزمن مع الأوضاع الراهنة، التى تحل بالعالم، ولكن من استعان بالله ثم بالصالحين من عباده وشق طريقه نحو المستقبل المأمول فإن الله بمنه وكرمه لن يخذله.. قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها). صدق الله العظيم [email protected]