شكا الروائي يوسف زيدان في رسالة موجهة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي من بعض الإعلاميين، ممن اتهمهم بتضليل الرأي العام في مصر والدول العربية، والتزييف الصريح من أجل لفت الأنظار إليهم. يأتي ذلك في خضم جدل إعلامي فجره زيدان عبر تصريحات، قال فيها إن "المسجد الأقصى غير موجود في مجمع الحرم الشريف في القدس، وإن القدس ليست مدينة مقدسة"، ما أثار ردود فعل مستنكرة على نطاق واسع، فيما حظيت باحتفاء من السفارة الإسرائيلية. رسالة زيدان الموجهة إلى السيسي جاءت في إطار ما سماه "بيان مرفوع للرئيس الذي قال ناطقًا باسم مصر: نحن نريد السلام في المنطقة، ونريد البناء لا الهدم". وفي الرسالة، شكا زيدان مما وصفه ب "خبث مقاصد بعض الإعلاميين الذين يضللون الرأي العام في مصر والدول العربية، ولا يتورّعون عن التزييف الصريح من أجل لفت الأنظار إليهم، حتى لو دمروا بلادهم بأيديهم للحفاظ على مكاسبهم الشخصية وادعاء البطولة الكاذبة، المفضوحة". وشرح زيدان سبب غضبه من الإعلاميين قائلاً: "في حلقة "رحيق الكتب" قبل يومين، عرضت أفكار كتاب صدر في مصر، وقلت إن ثقافة الكراهية التي ينشرها المتطرفون والمنحرفون من العرب والعبرانيين، هي السبب في احتدام الحقد هنا وهناك، وإن القدس مدينة للديانات الثلاث ولا يجب أن يستأثر بها أحدهم، وإن مصر جادة في سعيها للسلام.. فكفانا من الحرب والموت.. وختمت كلامي متوجّهًا به إلى الإسرائيليين فقلت لهم: لن تتغلبوا علينا في خاتمة المطاف، فنحن أكثر عددًا ونحن أصحاب الحق". وأضاف زيدان في سياق شكواه إلى السيسي: "وأرادت السفارة الإسرائيلية في القاهرة، أن تشير إلينا بأن رسالتي وصلت إليهم، فأصدرت البيان المرفق، وفيه إشارة وإبداء النية للسير في طريق السلام". وكتبت صفحة إسرائيل فى مصر التابعة للسفارة الإسرائيلية فى القاهرة، عبر حسابها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أسعدنا سماع أقوال الكاتب والمؤرخ يوسف زيدان فى برنامج كل يوم الذى قدمه عمر أديب على قناة ONTV الأحد ووصف زيدان للعلاقات الحميدة بين اليهود والمسلمين حتى قبل مجيء النبي محمد (ص) وحتى أيامنا هذه"، مشيرة إلى أن "جذور الحروب بين الطرفين تعود إلى المتطرفين". وشن زيدان هجومًا على وسائل الإعلام التي تناولت إشادة السفارة الإسرائيلية بتصريحاته عن القدس، والتي وصفها ب "بعض جرائدنا المأجورة، وبعض مقدمي البرامج المكشوفين للناس منذ سنوات". إذ اتهم هؤلاء بأنهم "يكذبون علانية بلا خجل وينشرون ما جرى تحت عناوين تطفح بالحقد والخبث، مثل: إسرائيل تقول لزيدان "شكرًا لتعاونكم".. لابد من محاكمة زيدان لأنه يغازل اليهود طمعًا في جائزة نوبل.. سفارة إسرائيل تشكر زيدان لقوله إن القدس عبرية و المسجد الأقصى ليس هو المذكور في القرآن!". وتابع: "وهؤلاء الأشخاص الكذابون بلا خجلٍ في جرائدهم وبرامجهم، يستغلون جهل العوام من الناس لتأجيج حالة الكراهية وتهيئة نفوس الجهال للحرب والدمار، لمجرد أن تباع بضعة جرائد إضافية أو يحظوا ببعض المشاهدين الذين انصرفوا عن مشاهدتهم مللاً، وهن يستغلون أن الناس في بلادنا لا تقرأ إلا العناوين، ولا تستوثق مما تسمع وتقرأ، ولا تُعمل عقولها في خبر.. ولا يعنيهم الصالح العام مادام يتعارض مع مصلحتهم الشخصية". واختتم زيدان رسالته الموجهة إلى السيسي قائلاً: "وإذا لم يتم إيقاف هذه المهزلة ، وتوقيف هؤلاء الهازلين الكاذبين. . فلن ترى بلادنا خيرًا ولن نبني مستقبلاً للأجيال القادمة".