أكد القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان ربيع عبد العاطي على إن العلاقات "الأزلية" بين شعبي السودان ومصر تحتم على البلدين حل أزمة حلايب بالطرق السلمية. وأعرب عبد العاطى، فى تصريحات لموقع قناة "الحرة"، أمس الجمعة، عن خشيته من تطور الخلاف في حال ظلت مصر "تتجاهل" مطالب السودان بحل الأزمة سلميا. ومن جانبه أيضا، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية قريب الله الخضر عن تمسك بلاده بسيادتها على حلايب، مضيفا أن الخرطوم ستظل تطالب بها "حتى تعود إلى الوطن". وفي منتصف ديسمبر، طرح وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور عرضين لحل الخلاف مع مصر بشأن حلايب، أحدهما "الحوار" كما فعلت مصر مع السعودية بشأن جزيرتي "تيران وصنافير" وثانيهما "الاحتكام إلى محكمة العدل الدولية" كما حدث بشأن "طابا" بين مصر وإسرائيل مشيرا إلى أن أزمة حلايب ستظل "شوكة في خاصرة البلدين" إلى أن تحل. وأعلنت القاهرة مساء الخميس أنها تنوي مخاطبه الأممالمتحدة للتأكيد على أن المثلث مصري، في إعلان جاء ردا على خطوة اتخذتها الحكومة السودانية في الخامس من ديسمبر حين أبلغت الأممالمتحدة برفضها لاتفاقية تعيين الحدود البحرية بين السعودية ومصر والتي وضعت جزيرتي تيران وصنافير ضمن حدود المملكة، وذلك بحجة أنه يتضمن تبعية منطقة مثلث حلايب لمصر. وإلى جانب حلايب يضم المثلث بلدتي أبو رماد وشلاتين. وشهدت مؤخرا منطقة حلايب الغنية بالمعادن مناوشات بين البلدين على خلفية اعتقال عمال مناجم سودانيين. وكان وزير الخارجية سامح شكري قد أكد في يونيو الماضي أن موضوع تيران وصنافير ليس له تأثير على موضوع منطقة حلايب وشلاتين المتنازع عليها بين مصر والسودان. وأوضح شكري أن هناك تصريحات تصدر دائما من الجانب السوداني بخصوص هذه القضية، "لكن دائما نعود للتفاهم بين القيادتين والاهتمام بالعمل على عدم تحميل العلاقة الخاصة بيننا أي نوع من التوتر". وفي عام 1899، صنف الحكم الثنائي الإنكليزي-المصري مثلث حلايب تابعا لمصر، لكنه عاد وضمه إلى السودان في عام 1902 نظرا لقربه من الخرطوم. وكادت أن تحدث مواجهة عسكرية بين البلدين عندما حاولت مصر منع السودان من تضمين حلايب في الدوائر الانتخابية السودانية عام 1958. وبرز الخلاف حول حلايب مجددا عام 1995 عندما سيطرت مصر على المنطقة عسكريا إثر محاولة السودان التنقيب فيها عن ثروات في باطن الأرض، وبعد محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في العام نفسه بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في عملية اتهم السودان بالضلوع فيها.