تستحق ثورة يناير بما قدمته من دماء وتضحيات أن تحظى بنخبة وطنية شريفة تُعلى مصالح الوطن فوق أى اعتبارات، دون تحيز لأيديولوجية عفنة تخاصم هوية وتقاليد هذا الشعب، تارة تحت دعاوى العلمانية، وأخرى باسم المدنية والليبرالية والمهلبية، وثالثة تحت فزاعة الدولة الدينية. الأخطر عند قراءة معطيات المشهد المصرى بكل تفاصيله، هو تصدر نخبة ترفض إرادة الصندوق عندما تطيح بأهوائهم بعيدًا، وتأتى بمن لا يريدون.. حينها ينقلبون ويطالبون ببقاء دولة العسكر، وأمن الدولة، ويصفونها بأنها دولة مدنية!! النخبة التى تتصدر المشهد كانت تتقمص دور المعارضة فى عهد مبارك، سرعان ما تلونت عقب الثورة، وصارت كالحرباء توجه بوصلتها بحسب مجريات الأحداث، فتارة تشيد بالإسلاميين حينما ينجحون فى إجهاض موقعة الجمل، وتارة يتهمونهم بالتورط فى ارتكاب وقائعها، حينما تستدعى الحاجة ضرورة تشويه صورة الإخوان. النخبة الليبرالية بآلتها الإعلامية ومدفعية التوك شو، كانت تصف رئيس وزراء "موقعة الجمل" الفريق أحمد شفيق، بأنه "رمز الدولة المدنية"، هذا بالتزامن مع حملة تضليل شاركت فيها آلاف الأبواق الإعلامية من صحف ومجلات ووكالات أنباء ومواقع إلكترونية، ومراكز بحثية، وكتاب وصحفيين وباحثين، دون مهنية أو حيدة، للترويج ل "شفيق"، وترديد مزاعم إنجازاته، بل والتباكى وإثارة الملفات المفخخة والأسئلة الملغمة ليلة فوز مرسى. لن ينسى المصريون ما ارتكبه توفيق عكاشة فى حقهم من كذب فج وافتراءات كان يمسح بها حذاء أسياده، ولن ينسى أحد الجريمة التى ارتكبتها "الأهرام" بترويج إشاعة مغرضة لتشويه صورة البرلمان المنتخب، تزعم مناقشة ما أسمته "قانون مضاجعة الموتى"، ولن تمحى من الذاكرة نتائج استطلاعات الرأى التى كانت تجريها الأهرام والمصرى واليوم وغيرهما من المراكز البحثية المشبوهة، وكانت تضع "مرسى" فى مراكز متأخرة، وتزعم تقدم عمر سليمان وشفيق. لن ننسى وثيقة الجمل، والسلمى، و"فُجر" عادل حمودة، ومانشيت الدستور "شفيق أردوغان العرب"، وخزعبلات الجلاد "مصر تكتب نهاية الربيع العربى"، وتضليل خالد صلاح "شفيق رمز الدولة المدنية"، وأكذوبة وكالة أنباء الشرق الأوسط المملوكة للبلاد عن وفاة مبارك، وأكاذيب الوفد عن أسطول سيارات الكتاتنى، وعفن ماسبيرو. لن ننسى دموع منى الشاذلى ولميس وريم وهالة سرحان وشلبوكا وشوبير والقرموطى، وسيذكر التاريخ انحياز بكرى لدولة العسكر ورئيس وزراء المخلوع، وخيانة وتلون أسامة الغزالى حرب للثورة عند نجاحها، وفى وقت بدت تتوارى بعيدًا كشف عن وجهه القبيح معلنًا تأييده لشفيق، ضمن نخبة فاسدة تضم السعيد وساويرس والبدوى والبرعى والجبالى وأبو المجد وأديب والجلاد ومسلم وأبو خرطوشة وعمرو عبد السميع وسرايا وأحمد رجب، ووحيد حامد وحلمى بكر، وشلة الفنانين والراقصين ولاعبى الكرة، وأغلبهم فلول لا تعنيهم ثورة أو شهداء. لن ننسى هيكل والقعيد وأحمد عبد المعطى حجازى وهم يطالبون ببقاء المشير حتى 2014، وسنروى لأبنائنا وأحفادنا أن "المناضل" أبو العز الحريرى تقدم بدعوى قضائية لحل المجالس البرلمانية المنتخبة غيظًا من فوز الإسلاميين بها، وسنسطر للأجيال القادمة أن التيار العلمانى الليبرالى اليسارى المتعفن دعا العسكر للانقلاب، وحرض على تزوير الانتخابات لبقاء دولة الظلم والفساد. لا تنخدعوا بالمتلونين والمتحولين وهم كثر.. ولا تنبهروا بمن يلقبون ب"محلل"، و"فقيه"، و"خبير"، و"مناضل"، فأغلبهم فلول، ولا تشجعوا من انحاز لدولة الفساد والعسكر، وهيا ننتخب نخبة جديدة شريفة ونزيهة تتصدر مصر الثورة.