أكد أوليه سولفانج الباحث في منظمة هيومن رايتس واتش والمتخصص فى الشأن السورى أن التعذيب فى سوريا يتم حاليا بشكل ممنهج وواسع النطاق. وقال سولفانج فى حديث لصحيفة "لو فيجارو" الفرنسية نشرته اليوم الجمعة - إن المنظمة وجدت في واقع الأمر أن انتهاكات حقوق الإنسان "أصبحت واسعة النطاق وممنهجة".. مشيرا إلى أن أعمال القتل والتعذيب والإعدام تجرى بشكل متعمد ومنظم "كجزء من استراتيجية الترويع". وتابع الباحث "منذ مارس 2011.. أجرت المنظمة مقابلات مع أكثر من 200 من السجناء السابقين .. وقال جميعهم تقريبا إنهم تعرضوا للتعذيب بوسائل متطورة وبعضهم تعرض للتعذيب عن طريق الأسلاك الكهربائية". وأضاف الباحث بهيومن رايتس واتش أن منظمته رصدت نوعا آخر من التعذيب على نطاق واسع فى سوريا ويشمل وضع اليدين والقدمين (للسجين) في أحد الإطارات لمنعه من المقاومة .. وهناك أيضا ما يسمى "السجادة الطائرة" حيث يتعرض السجين لنوع من التعذيب الذى يركز على عموده الفقرى. ولفت سولفانج إلى أن هذه الأنواع من التعذيب تمارس في مراكز الاعتقال السرية التي تديرها أجهزة الأمن.. موضحا أن المنظمة ستقوم في أوائل شهر يوليو المقبل بنشر قائمة بهذه السجون. وعما إذا كانت مجزرة "الحولة" تأتى فى إطار الجرائم ضد الانسانية التى ترتكب فى سوريا.. قال أوليه سولفانج الباحث في منظمة هيومن رايتس واتش والمتخصص فى الشأن السورى "للأسف أن الحولة لم تكن المجزرة الوحيدة .. ففي أواخر إبريل الماضى قامت بعثة من هيومن رايتس ووتش بزيارة خمس مدن في الشمال في محافظة ادلب التى هوجمت من قبل القوات الحكومية ورصدت المنظمة مقتل أكثر من 130 شخصا من بينهم 95 مدنيا وأعدم ما لا يقل عن 35 من هؤلاء الضحايا بعيار ناري في الرقبة وذلك على مدار أسبوعين فقط". واستطرد سولفانج فى حديث لصحيفة "لو فيجارو" الفرنسية نشرته اليوم - قائلا "مدينة حمص كانت أيضا مسرحا لجرائم مماثلة في أوائل شهر مارس الماضى حيث انتشرت القوات النظامية فى العديد من المناطق مما اضطر غالبية السكان إلى الفرار .. وعندما عادوا إلى مساكنهم وجدوا العديد من الجثث بما فى ذلك لنساء وأطفال "وبعضها كانت مذبوحة قبل أن يتم حرقها". وعما إذا كانت عناصر المقاومة (الثوار) ترتكب أيضا انتهاكات ضد الإنسانية فى سوريا..أشار الباحث بهيومن رايتس "انه تم رصد عدد من الانتهاكات مثل عمليات الخطف والتعذيب أو الإعدام.. ولكن هذه الحوادث المعزولة لا يمكن مقارنتها بأي حال بالانتهاكات واسعة النطاق والممنهجة لحقوق الإنسان التي ترتكبها القوات النظامية". وقال "نحن نحقق حاليا لمعرفة من المسئول الذى قرر تبنى استراتيجية الترويع والإرهاب فى سوريا "وما اكتشفناه من خلال شهادة الجنود الفارين والمنشقين هو أن الأوامر جاءت من ضباط رفيعي المستوى.. لكننا لا نعرف ما إذا كان الأمر يعود إلى قمة الهرم أي إلى الرئيس السورى بشار الأسد نفسه.. في جميع الحالات، فإن الرئيس السوري هو المسئول عما يحدث وانه لم يفعل شيئا حتى الآن لمنع هذه الجرائم".