قال محللون، إن تصريحات وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور الأخيرة, التي قال فيها إن بلاده لن تتنازل عن مثلث حلايب وشلاتين الذي يقبع تحت السيادة المصرية، يهدف إلى ممارسة المزيد من الضغوط على مصر، في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات بين القاهرةوالخرطوموأديس أبابا حول سد النهضة الذي تشيده إثيوبيا على نهر النيل إلى طريق مسدود. ووصف غندور، في مقابلة مع قناة "RT " الروسية، موقف مصر من سد النهضة بأنه يتعارض مع مصالح السودان، مشددًا على أن مصر كانت على مدى السنوات السابقة تأخذ حصة السودان من مياه النيل, وحان بأن تدفع مصر ما عليها من استحقاق وتحصل السودان على حصتها كاملة دون نقص مع مصر. وأشار إلى أن السودان لن يتنازل عن منطقة حلايب، مضيفًا: "نقترح على الأشقاء في مصر إما إعادتها بقرار سيادي إلى السودان على غرار إعادة تيران وصنافير إلى السعودية، أو بالتحكيم الدولي كما استعادت مصر طابا". وتابع: "للأسف يرفض المصريون المقترحين"، موضحًا: "نحن والمصريون حبابيب إلى أن نصل إلى حلايب". وقال السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية الأسبق: "حذرنا من البداية من اصطفاف السودان وتحالفه ضد مصر بجانب إثيوبيا, وكان موقفه واضحًا من البداية, وهذا ليس بجديد على بلد مثل السودان". وفيما وصف الأمر بالخطير ولا بد من أخذه على محمل الجد، توقع يسري أن "السودان سيحقق مكاسب جمّة من بناء السد على حساب تقليص حصة مصر من المياه". واعتبر في تصريح إلى "المصريون"، أن "إثارة قضية حلايب وشلاتين مؤامرة جديدة على مصر, من عدة جهات تولت إدارتها الخرطوم ودول عربية", مشيرًا إلى أن السودان يريد مثلث حلايب وشلاتين مقابل العدول عن موقفه تجاه مصر بخصوص أزمة السد الإثيوبي. وتابع: "على مصر التحرك دوليًا, وإعلام الشعب بحقيقة ما وصلنا إليه حتى يكون الأمر واضحًا للعيان", موضحًا أن "الشعب حين يعلم الحقيقة سيكون في المقدمة إن لزم الأمر, وأن الخيار العسكري لا يمكن استبعاده في الفترة المقبلة بعد تعثر المفاوضات السياسية والدبلوماسية ومماطلة أديس أبابا". واعتبر الخبير المائي, حسام رضا, أن "موقف مصر تجاه السد بالفعل يتعارض مع مصالح السودان؛ فهناك اتفاقيات أُبرمت في الخفاء بين الجانب السوداني والإثيوبي على حساب مصر, وتحولت السودان من دولة مصب إلى دولة تبحث عن مصالحها بما يؤثر على دول الجوار". وأوضح رضا, أن السودان يحصل على الكهرباء بسعر التكلفة من الجانب الإثيوبي, كما أن هناك قناة مائية صغيرة تكفي حاجة السودان من المياه تم إنشاؤها بالفعل وستورد المياه مباشرة إلى السودان, مشيرًا إلى أن السودان ليس بحاجة للمياه بقدر مصر". وحول استحواذ مصر على حصة السودان في السنوات الماضية, أشار الخبير المائي إلى "أن هناك اتفاقية بين الجانبين بهذا الشأن, ومع زيادة الأمطار والفيضانات تزداد المياه في السودان, ولم يبق أمامها سوى طلب العون من الجانب المصري تفاديًا لغرق البلاد, خاصة أن مصر لديها مصرف البحر المتوسط".