طالبت عدد من القوى السياسية جماعة "الإخوان المسلمين" بعد فوز مرشحها فى انتخابات الرئاسة، بالسعى من أجل تحقيق التوافق الوطنى, تحت شعار "قوتنا فى وحدتنا" والاستفادة من أخطاء التجربة السابقة. ودعا نادر بكار، المتحدث الرسمى باسم حزب النور السلفى، كل من صوت لصالح مرسى أن يشكروا الله ولا يظهروا الشماتة لأحد. وقال بكار، على حسابه الشخصى على موقع "تويتر": "لا ننسى جميعًا أننا أبناء وطن واحد ولا مجال الآن لتصفية حسابات على حساب مصلحة الوطن"، ودعا كل من صوت لصالح أحمد شفيق أن يترك الماضى. وطالب كل القوى السياسة أن تتحد وتتوافق مع بعضها من أجل تحقيق نهضة مصر لأن جماعة الإخوان المسلمين لن تستطيع وحدها أن تحقق النهضة. ودعا حزب "التوحيد العربى" جماعة "الإخوان المسلمين" وجناحها السياسى حزب "الحرية والعدالة" فى بيان ، للسير مع كل القوى الوطنية والسياسية على خط واحد وهو خط الثورة. بينما اعتبر الدكتور ممتاز الخولى، أمين عام "حكومة ظل الثورة" فى بيان له، تنصيب مرسى رئيسًا لمصر لن يكتمل إلا باتحاد كل القوى السياسية والالتفاف حول مطلب واحد وهو رفض الإعلان الدستورى، والضبطية القضائية ورفض حل البرلمان. واعتبر محمد بدر، القيادى بحركة 6 إبريل، انتصار مرسى انتصارًا للشعب المصرى كله وإعلاءً لراية الشرعية الثورية، وليس انتصارًا لجماعة الإخوان وحزبها الحرية والعدالة فقط. فى المقابل، أكد على عبد الفتاح، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، أن الجماعة تدرك جيدًا أن فوز مرسى لم يأت إلا بعد أن التف الشعب حولهم، مؤكدًا أن الجماعة تنتظر ظهور الكثير من الألاعيب والمعارك فى الفترة القادمة التى لا نستطيع الخروج منها إلا بتوحد الشعب، ولن يستطيع تيار بعينه مواجهته بمفرده. وأشار إلى أن أولى هذه المعارك بدأ أمس الأول بعد الإعلان الدستورى الذى أصدره المجلس العسكرى، من أجل أن يكون الرئيس القادم فاقد الصلاحية, وحل البرلمان الذى جاء بإرادة الشعب وبعد إجراء أول انتخابات نزيهة بعد الثورة. وأكد أن الجماعة أعلنت ترحيبها بأى مبادرات للتوحد مع كل القوى السياسية, والعمل تحت راية "الإرادة الشعبية تعلو أى إرادة أخرى", وأن الإخوان تنفى ما يحاول فلول النظام البائد الترويج له برغبة الجماعة فى الانفراد بكل شىء فى مصر. وأوضح الدكتور يسرى العزباوى، الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، أنه بعد تأكيد المؤشرات الأولية فوز الدكتور محمد مرسى بانتخابات الرئاسة، هناك عدة خطوات أساسية لابد أن تسعى جماعة الإخوان المسلمين لتحقيقها بشكل سريع حتى تظل محافظة على الالتفاف وتعاطف الشعب المصرى معها. وتابع: "أهم هذه الخطوات السعى القوى من جانب الجماعة إلى عمل توافق مجتمعى داخل اللجنة التأسيسية للدستور, وأن تقود الجماعة مصالحة حقيقية مع كل القوى السياسية سواء كانت ليبرالية أو ثورية أو إسلامية". كما دعا العزباوى الجماعة إلى أن تؤكد بشكل قوى للشعب المصرى نيتها فى الفصل التام بين مكتب الإرشاد والحكم الرئاسى، وشدد على أهمية أن تلتزم الجماعة وحزبها "الحرية والعدالة" بقرارات المحكمة الدستورية والقانون الذى قضى بحل البرلمان وعدم الاستجابة للبعض والخروج فى اعتصامات وتظاهرات أمام البرلمان لرفضهم قرارات المحكمة الدستورية. ودعا الجماعة كذلك إلى إثبات حسن النية واتجاهها لحل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، وذلك بعد الاعتراض الكبير على تشكيلها من جانب العديد من القوى السياسية، بحيث تكون اللجنة الجديدة أكثر انفتاحًا ومعبرة عن كل المصريين. وقال "إن على كل القوى أن يتعاملوا مع الرئيس الجديد على أنه رئيس جميع المصريين وليس جماعة بعينها, والقوى السياسية من جانبها أن تعترف بهذا الفوز وتتعامل على أساسه". ونفى العزباوى التهديدات التى وردت أو نسبت للإخوان فى حال فوز شفيق بالرئاسة والاتجاه لثورة جديدة, مؤكدًا أن الإخوان كانت تقوم بذلك كنوع من التكتيكات الانتخابية لمنع التزوير وللضغط الجماهيرى لانتخاب "مرسى". وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إن الخطوة الهامة فى هذه المرحلة مع اقتراب فوز مرسى بكرسى الرئاسة هو التقريب بين كل القوى السياسية المختلفة حتى المعارضة له. وأكد أهمية أن تعترف هذه القوى بفوز مرسى ويتعاملوا على هذا الأساس والاتحاد من أجل العبور بمصر إلى بر الأمان، خاصة فى ظل ما تعرضت له مصر من تراجع فى الأداء السياسى والاقتصادى على مدى فترة الثورة. ورأى أن فوز مرسى جاء لأنه يستند لجماعة قوية والمنافسة بينه وبين مرشح النظام السابق رجحت كفته لحد كبير واستطاع أن يحسم المعركة لصالحه على الرغم من وجود بعض البؤر التى تقدم فيها شفيق.