أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، أن العالم شهد خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية تغيرات عميقة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط ، كان محركها مواطنين شجعان ملتزمين ، في طليعتهم النساء والشباب . وأشار بان كي مون في كلمته اليوم الأربعاء بجنيف أمام الندوة الإعلامية الدولية بشأن السلام في الشرق الأوسط ، الى أن هذه الندوة تعقد في فترة حرجة يمر بها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأوضح بان كي مون في كلمته التي تلاها ماهر ناصر ، القائم بأعمال رئيس إدارة شئون الإعلام بالأممالمتحدة ، ووزعها المكتبب الاعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة ، أن الصحفيين والناشطين ومقرري السياسات وممثلي المجتمع المدني ، اضطلعوا بأدوار هامة في هذه الحركات التاريخية من أجل التغيير ، معربا عن تحيته لشجاعتهم وتفانيهم في تعزيز الشفافية والمساءلة والديمقراطية.. وحثهم على مواصلة العمل على تعزيز السلام وزيادة التفاهم المتبادل بين المجتمعات، وخاصة بين الفلسطينيين والإسرائيليين . وقال بان كى مون ، انه رغم الإنجازات الكثيرة التي تحققت في مختلف أنحاء المنطقة ، ما زالت المعاناة مستمرة بالنسبة للكثيرين.. فعمليات القتل في سوريا لم تتوقف ، رغم التعهدات المتكررة من جانب جميع الأطراف.. كما أن مخاطر إندلاع حرب أهلية شاملة باتت وشيكة وحقيقية.. لذلك ، يجب إنهاء أعمال العنف بجميع أشكالها، سواء تلك المرتبكة من قبل النظام أو المعارضة المسلحة.. وقد حان الوقت الآن لكي يتخذ المجتمع الدولي إجراءات جريئة ومتسقة . وأكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ، أنه لايمكن أن تكتمل الصحوة الإقليمية القائمة على مثل الحرية والكرامة ونبذ العنف ما لم يتم التوصل إلى حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني ، حيث عانى الكثير من الفلسطينيين والإسرائيليين على مدى سنوات طويلة. واعرب بان كي مون عن قلقه إزاء هشاشة الوضع الميداني ، وحث الطرفين على تجاوز العقبات الحالية واستئناف المفاوضات الثنائية المباشرة دون تأخير أو شروط مسبقة. ورحب سكرتير عام الاممالمتحدة بإنجازات السلطة الفلسطينية في بناء مؤسسات الإدارة اللازمة ، لافتا الى التقدم الكبير المحرز على صعيد الأمن في الضفة الغربية. وكرر مون ، الدعوة التي أطلقتها اللجنة الرباعية إلى السلطة الفلسطينية لمواصلة بذل كل جهد ممكن لتحسين تطبيق القانون والنظام، ومحاربة التطرف العنيف وإنهاء التحريض. وقال الأمين الأممالمتحدة ،إنه ينبغي في الوقت نفسه على الطرفين تجنب إتخاذ إجراءات أحادية الجانب تقوض الثقة ، معتبرا أن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية ، بما فيها القدسالشرقية ، يشكل انتهاكا للقانون الدولي ولالتزامات إسرائيل بموجب خارطة الطريق. وأكد قلق اللجنة الرباعية إزاء عنف المستوطنين وإزاء ما يجري في الضفة الغربية من تحريض ، مطالبا إسرائيل باتخاذ تدابير فعالة ، بما في ذلك محاكمة مرتكبي هذه الانتهاكات . وأضاف بان كي مون ، أن الوضع غير المحتمل في غزة ما زال قائما ، مشددا على ضرورة ضمان حرية وأمن حركة الناس ومواد البناء والبضائع الأخرى وضرورة تنفيذ جميع جوانب قرار مجلس الأمن 1860. وأشار الى انه رغم أن إسرائيل بذلت بعض الجهود ، إلا أن ثمة حاجة للقيام بالمزيد ، مؤكدا أن الأممالمتحدة ستواصل مشاركتها في مساعدة الطرفين على المضي قدما. كما أكد مون ، على ضرورة تهيئة الظروف لإجراء مفاوضات جدية تفضي إلى حل المسائل الجوهرية المتصلة بالوضع النهائي - بما في ذلك القدس والحدود واللاجئين والأمن ، وإنهاء الاحتلال الذي بدأ في عام 1967.. بما يؤدى بدوره إلى قيام دولة فلسطينية متمتعة بالسيادة والاستقلال ، أرضها متصلة جغرافيا ، وتتوافر لها مقومات البقاء ، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن. وإختتم بان كى مون كلمته بأنه عندئذ فقط نكون قادرين على المضي قدما نحو تحقيق الهدف الأعم المتمثل في إحلال السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط.