قالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية لرويترز، اليوم السبت، إن تنظيم الدولة الإسلامية على شفا الهزيمة في مدينة الرقة السورية وإن المدينة قد تخلو أخيرًا من المتشددين يوم السبت أو يوم الأحد. وقال التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لقتال الدولة الإسلامية إن نحو 100 من مقاتلي التنظيم استسلموا في الرقة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية و”تم إخراجهم عن المدينة“ لكنه ما يزال يتوقع قتالا صعبا ”في الأيام المقبلة“. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن بقية المقاتلين ينقلون من المدينة بحافلات في إطار اتفاق بين الدولة الإسلامية والتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وقوات سوريا الديمقراطية التي تغلب عليها وحدات حماية الشعب الكردية. وتتلقى قوات سوريا الديمقراطية دعما من الولاياتالمتحدة. ولم يرد تعليق حتى الآن على هذا التقرير من التحالف أو قوات سوريا الديمقراطية. وتقاتل قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة بضربات جوية من التحالف وقوات خاصة، منذ يونيو حزيران لطرد الدولة الإسلامية من الرقة التي كانت المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا وقاعدة الهجمات التي يخططها ضد الغرب. والهزيمة النهائية للدولة الإسلامية في الرقة ستكون علامة بارزة في جهود القضاء على ”الخلافة“ التي أعلنها التنظيم في سورياوالعراق بعدما تم طرد التنظيم في وقت سابق من العام الحالي من مدينة الموصل العراقية. وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية نوري محمود لرويترز عبر الهاتف ”المعارك مستمرة في مدينة الرقة، و داعش على وشك الانتهاء، اليوم أو بكره (غدا) يمكن يحرر الرقة بشكل عام“. وفي بيان بالبريد الإلكتروني لرويترز قال رايان ديلون المتحدث باسم التحالف إن نحو 100 من مقاتلي الدولة الإسلامية استسلموا في الرقة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية و”تم إخراجهم من المدينة“ دون ذكر المزيد من التفاصيل. وقال ”ما زلنا نتوقع قتالا صعبا في الأيام القادمة ولن نحدد توقيتا للموعد الذي نظن أن إلحاق الهزيمة التامة (بالدولة الإسلامية) سيحدث في الرقة“ مضيفا أنه تم تحرير نحو 85 بالمئة من المدينة حتى يوم 13 أكتوبر تشرين الأول. وأشار إلى أن نحو 1500 مدني نجحوا في الوصول بسلام إلى خطوط قوات سوريا الديمقراطية خلال الأسبوع الماضي. وقال عمر علوش، وهو عضو مجلس مدني تأسس لإدارة الرقة، لرويترز في وقت متأخر يوم الجمعة إن الجهود مستمرة لتأمين تحرير المدنيين وإيجاد ”طريقة ممكنة لطرد العناصر الإرهابية من محافظة الرقة“ دون ذكر تفاصيل. وقالت جماعة (الرقة تُذبح بصمت)، وهي جماعة نشطاء تنشر أخبارا عن الرقة، على صفحتها على فيسبوك يوم السبت إن العشرات من الشاحنات دخلت مدينة الرقة خلال الليل قادمة من ريف الرقة الشمالي. وقال المرصد إن مقاتلي الدولة الإسلامية وعائلاتهم غادروا المدينة بالفعل وإن حافلات وصلت لإجلاء بقية المقاتلين الأجانب وعائلاتهم. ولم يذكر إلى أين سيتم نقلهم. * حملة دير الزور عادة ما يشير وصول حافلات لإحدى مناطق النزاع إلى إجلاء مقاتلين أو مدنيين وذلك على مدار الحرب الأهلية السورية المستعرة منذ أكثر من ستة أعوام. وتركز الحملة ضد الدولة الإسلامية في سوريا الآن على آخر معاقل التنظيم هناك وهو محافظة دير الزور بشرق البلاد على الحدود مع العراق. ويواجه التنظيم هجمات منفصلة في دير الزور من قوات سوريا الديمقراطية من جانب ومن الجيش السوري الذي يدعمه مقاتلون إيرانيون وضربات جوية روسية من جانب آخر. وفي أغسطس آب وافق مقاتلو الدولة الإسلامية على الانسحاب من منطقة الحدود السورية اللبنانية وهي المرة الأولى التي يوافق فيها المتشددون علنا على إخلاء مناطق كانت خاضعة لسيطرتهم في سوريا. ويقوم المدنيون برحلات محفوفة بالمخاطر للفرار من مناطق سيطرة الدولة الإسلامية مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية التي تقول إنها تساعد في نقلهم بعيدا عن المعارك بعد فرارهم. والهجوم الذي يهدف لطرد الدولة الإسلامية من الرقة التي سيطر عليها التنظيم في عام 2014 استمر لفترة أطول مما توقع مسؤولون في قوات سوريا الديمقراطية قالوا قبل بدء الهجوم في يونيو حزيران إنه سيستغرق أسابيع فقط. وتسببت معركة الرقة في خسائر فادحة في أرواح المدنيين. وعاش سكان المدينة شهورا في ظروف مزرية وعانوا من نقص المياه والكهرباء والطعام والرعاية الصحية. وقالت منظمة العفو الدولية والمرصد السوري وجماعة إير وورز المعنية بمراقبة تأثير الضربات الجوية على المدنيين إن المئات قتلوا بسبب الضربات الجوية والمعارك فضلا عن ألغام وقناصة الدولة الإسلامية. ويقول التحالف إنه يبذل جهودا كبيرة لتفادي سقوط ضحايا من المدنيين وإنه يحقق في جميع التقارير المتعلقة بذلك.