نجح المنتخب الوطني في التأهل إلى بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، بعد غياب دام 28 عامًا منذ المشاركة في مونديال إيطاليا 90، وذلك عقب الفوز على الكونغو بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي جمعتهما أمس الأحد، بملعب برج العرب، ضمن الجولة قبل الأخيرة من التصفيات الأفريقية. ولم يكن طريق المنتخب المصري إلى النهائيات العالمية مفروشًا بالورود، ولكنه حقّق الأهم ألا وهو الوصول إلى كأس العالم المقرر غإقامتها في روسيا خلال شهر يونيو المقبل. ونستعرض في التقرير التالي أبرز خمسة عوامل ساهمت في وصول منتخب مصر إلى روسيا: الاستقرار الفني عندما أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم التعاقد مع هيكتور كوبر في مارس 2015، كان هناك الكثير من الآمال المعقودة على المدرب الأرجنتيني الذي خاض تجربة وحيدة سابقة على صعيد المنتخبات، عندما درّب المنتخب الجورجي والذي فاز معه بمباراة واحدة فقط على مدى أكثر من عام. ولكن كوبر، حقّق نجاحاً سريعاً مع المنتخب المصري تمثّل بالعودة إلى كأس الأمم الأفريقية بعد الغياب عن ثلاث نسخ متتالية، ولم يتوقّف نجاح كوبر عند المشاركة في كأس الأمم الأفريقية، بل وصل المنتخب المصري إلى المباراة النهائية قبل أن يسقط بنتيجة 2-1 أمام الكاميرون. وعلى الرغم من السقوط في المباراة النهائية، إلا أن الاتحاد المصري جدّد ثقته بكوبر الذي كان عند حسن الظن، وقاد المنتخب للعودة إلى كأس العالم. أربعة أعمدة أساسية خلال مشوار التصفيات، اعتمد كوبر على أربعة أعمدة أساسية ساهمت في تحقيق الهدف المنشود، حيث كان الركيزة الأساسية في حراسة المرمى عصام الحضري، الذي اهتزت شباكه ثلاث مرات فقط إلى جانب تألق الظهير الأيسر السريع محمد عبدالشافي. في المقابل، لعب لاعب الوسط المدافع ونجم آرسنال الإنجليزي محمد النني دوراً في تكسير هجمات الخصوم، بينما كان الاعتماد الهجومي على مهارة محمد صلاح الذي سجّل معظم أهداف المنتخب في التصفيات (71 في المئة). وقد خاض هذا الرباعي جميع الدقائق التي لعبها المنتخب المصري في الدور الثالث من التصفيات حتى الآن ليكون ركيزة أساسية في التأهل إلى روسيا. تألق محمد صلاح عندما انطلقت تصفيات أفريقيا المؤهلة لروسيا 2018، كان محمد صلاح لاعباً أساسياً في صفوف روما الإيطالي الذي تألق في صفوفه، حيث كان ثاني أفضل هدّاف في صفوفه بتسجيله 15 هدفاً بينما احتل المركز الثاني في ترتيب أفضل صانعي الأهداف في الدوري، بعدما ساهم في 11 هدفاً. تألق صلاح انتقل إلى صفوف المنتخب، حيث سجّل في جميع المباريات التي فاز بها المنتخب المصري وكانت له أهداف حاسمة مثل الهدف الذي سجّله أمام أوغندا (1-0) وهدفيه في المباراة أمام الكونغو (2-1) ليحمل اللاعب ذو الخامسة والعشرين من العمر على عاتقه مهمة قيادة المنتخب إلى روسيا 2018، وينجح لاعب ليفربول الحالي في تحقيق آمال الملايين من المصريين. عودة عصام الحضري عندما أعلن عصام الحضري اعتزاله الدولي في 2013، بدا وأن مسيرة الحارس الكروية الناجحة قد انتهت ولم يكن هناك الكثير ليقدّمه خصوصأً أنه أصبح الحارس الثاني في المنتخب، إلا أن الحارس الذي يبلغ من العمر 44 عاماً، عاد بقوة هذا العام بعدما لعب الحظ دوراً في مشاركته كأساسي في كأس الأمم الأفريقية 2017، والتي أصبح فيها أكبر لاعب يشارك بالبطولة القارية، ولعب دوراً في وصول منتخب بلاده إلى المباراة النهائية.
وفي تصفيات أفريقيا المؤهلة لروسيا 2018، شارك الحضري في جميع الدقائق التي لعبها المنتخب المصري وساهمت خبرته الكبيرة في قيادة منتخب بلاده إلى العرس العالمي. حصن برج العرب المنيع تُعتبر قلعة قايتباي إحدى المعالم الرئيسية لمدينة الإسكندرية، بعدما كانت إحدى أقوى القلاع الدفاعية على سواحل البحر المتوسط، ولا شك أن ملعب برج العرب سيكون أحد المعالم المشهورة في الإسكندرية مستقبلاً بعدما كان حصناً منيعاً للمنتخب المصري في التصفيات المؤهلة لروسيا 2018، حيث حقّق الفراعنة ثلاثة انتصارات على هذا الملعب كانت حاسمة في مشوار التأهل. فبعد الفوز بهدفين نظيفين على غانا، تخطى المنتخب المصري أوغندا بهدف نظيف ليدخل الملعب التاريخ يوم 8 أكتوبر، بعد الفوز المتأخر على الكونغو ليكون شاهداً على التأهل إلى العرس العالمي، كما كان ملعب القاهرة الدولي الذي شهد تأهل مصر إلى إيطاليا 1990.