اللهم عوض المصريين صبرهم 60 عامًا عوض الصابرين..الكاظمين الغيظ.. المحتسبين أمرهم كله عندك.. ونواصيهم بين يدى رحمتك.. وأخطاؤهم نقطة فى بحر غفرانك.. وخطاياهم كاللمم فى سماوات عفوك.. فلا تكل أمرهم إلى أنفسهم لحظة فيضلوا ويحزنوا ويضيّعوا ما أنعمت به عليهم.. وكن معهم تهديهم وترشدهم لما فيه خيرهم ورضاك يا كريم يا أرحم الراحمين. أياماً وليالى طويلة وأنا أواظب على هذا الدعاء، كلما شاهدت واستمعت إلى حوارات مرشحى الرئاسة المحترمين الدكتور محمد مرسى، والدكتور الفريق أحمد شفيق، وأتذكر أهلنا وهم يراقبون تصرفاتنا أثناء فترة اليفوع المبكر وينظرون إلى ملابسنا وتسريحات شعورنا ويستمعون إلى جدلنا الفارغ وإجاباتنا غير المريحة لهم ثم يمصمصون شفاههم وهم يتمتمون بالعبارة المصرية الخالصة: «عوضنا عوض الصابرين يا رب»!! أرجو أن تلاحظوا معى هذا الفارق الشاسع والبون البعيد بين ما يقوله المرشحان الجليلان على الهواء مباشرة ودون قطع أو مونتاج وبين ما نقرؤه من بيانات إعلامية أنيقة مطبوعة ومعدة مسبقًا مذيلة بتوقيع كل منهما حتى أطلق المصريون قفشاتهم اللاذعة ونكاتهم الموجعة تجاه المرشحين وكان أكثرها سخرية أن أيًا من المرشحين لو استمع إلى نفسه فى حوار مباشر.. لانتخب المرشح الآخر!! الشفيق المعروف بكثرة زلات اللسان مثل مقولته الخالدة «أنا قتلت واتقتلت كتير» و«حنبعت بونبونى للشباب فى ميدان التحرير» و«مبارك هو قدوتى ومثلى الأعلى» سيادته يبدو عكس ذلك تماما عندما يتحدث فى مؤتمر ومن واقع أوراق معدة مسبقًا – يا ترى بيفكركم بحد نعرفه!! - الفريق شن هجومًا جديداً على جماعة الإخوان المسلمين رفع فيه حدة النقد، وهو أمر منطقى مع اقتراب موعد التصويت قائلاً: «كيف نثق فيمن قالوا «طظ فى مصر». وأضاف، خلال المؤتمر الصحفى، الذى عقده الجمعة 8 يونيه «أنهم يريدون أن يعودوا بنا إلى عصر ديليسيبس ويبيعوا قناة السويس ليمولوا أوهام ما يسمى مشروع النهضة». كما هاجم شفيق نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس خيرت الشاطر، قائلاً «من الذى جرؤ على أن يولى الشاطر مسئولية وضع مشروع نهضة مصر». وأضاف «هم يمكن أن يتنازلوا عن أرضنا فى سيناء لمصالحهم الخاصة» مشيراً إلى أن «الإخوان يميزون بين الشاب والشابة والمسلم والمسيحى، وأنهم من فتحوا السجون وهربوا البلطجية وهم من قتلوا الشهداء». ونفى أن يكون مرشح الإخوان للرئاسة ثورياً قائلاً«مرشح الإخوان يقول، إنه مرشح الثورة، فالثورة منه براء لأنهم لم يساندوا الشباب فى الانتخابات البرلمانية فكم شابًا خسر الانتخابات بسبب جشع الإخوان» مضيفاً «لن يوفق الله أولئك الذين يريدون توظيفكم وقوداً لجماعتهم». وجدد شفيق تعهداته لشباب مصر قائلاً، «سيبقى من حق كل منكم أن يقول أنا مصرى وأفتخر» متعهداً «أن يظل ميدان التحرير وكل ميادين مصر ساحات لحرية الرأى والتعبير» مشدداً على «أنه لن يتم القبض على أى شاب بسبب نشاطه السياسى سوف يتحول ميدان التحرير إلى «هايد بارك» مصرية وسننظم الأمر حتى لا يضار أصحاب المحلات». أما المرشح الرئاسى، د.محمد مرسى، الذى تفوق على نفسه عندما قال إن حجم الأموال المنهوبة من مصر 36 «تريليون دولار». أى أكثر من إجمالى ديون أوروبا وأمريكا مجتمعة!!! نافس نفسه مرة أخرى فى لقائه مع عماد الدين أديب، فى مقابلة خاصة مع قناة «سى بى سى» الفضائية بثت مساء الخميس ويكفيه ذكاء اختياره لعماد أديب تحديدًا للتحاور معه! «ففى الحوار كان الدكتور هادئا وهو يقول نأمل أن تعبر الجمعية التأسيسية للدستور عن كل الأطياف والقوى السياسية فى مصر»..لافتًا إلى أن مصر ستشهد ميلاد تأسيسية الدستور «بشكل مرض للغاية لجميع المصريين مشيرًا إلى أن «الإخوان المسلمين» حزباً وجماعة يسعون إلى تصحيح أخطائهم بالعودة إلى الصواب مع الآخرين، لأن التعلم من الأخطاء واجب من أجل مصلحة الوطن». وتابع مرسى، أن المصريين جميعًا وبلا استثناء يريدون خروج نتائج انتخابات الرئاسة بتمام النزاهة، وتلك مسئولية المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. محذرًا من مغبة غضب الشعب حال تزييف إرادته. وأكد مرسى أنه يؤيد إجراء جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية فى مواعيدها دون تأجيل لأنه واثق من الفوز.. مشيرًا إلى أنه فى حال فوزه بالرئاسة، سيعمل على تشكيل «مجلس رئاسى» يشارك فيه كافة أطياف المجتمع بغض النظر عن الانتماء السياسى أو الاعتقاد أو الجنس أو اللون». الأمر الذى اعتبره المراقبون التزاماً واضحاً يصعب التملص منه مستقبلا، وربما لا يحظى بموافقة الحزب أو المرشد. وعلى ذكر المرشد تقول آخر نكتة مصرية: ربما يحكمنا مرشد الإخوان إذا فاز مرسى.. ولكن المؤكد إذا فاز شفيق أن يحكمنا هم مليون (مرشد) فى أقسام الشرطة!! رباعيات «مفيش دليل» قصيدة جديدة من بنات إبداع الشاعرة دعاء عبد الوهاب نظمتها بعد الحكم الصادر ببراءة مساعدى وزير الداخلية من تهم قتل الشهداء تقول فيها: (أنا الدليل.. أنا الدم اللى سال ع الأرض ما استكفِت.. أنا العين اللى صابها الغدر واتصفِّت.. أنا الأم اللى حرقوا فؤادها ع الغالى ولبست شال محنِّى بدمه واتدفِّت.. أنا الدليل.. أنا المخنوق ب سم الغاز على الكوبرى.. أنا المضروب ب 100 خرطوش على ضهرى.. أنا اللى العمر راح محنة ورا محنة.. وقلت شاريكى ولا مرة نفَد صبرى.. أنا المجنى عليه واليوم بقيت جانى.. واللى قتلنى برىء وعيونه ناكرانى.. خرجوا الديابة من القفص أحرااااار... وأنا اللى لسه سجين محبوس ف أكفانى.. يا نكسة كانت ف التاريخ واليوم بقِت وكسة.. يا قلوب ومتلونة بالغدر والخِسة.. لو كنتوا فاكرين حلمنا ممكن يموت.. متفرحووووووووووش نار القصاص والدم هتشتعل لسه) ماذا أقول غير مقولة أهالينا الخالدة: عوضنا عوض الصابرين يا رب!! وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء [email protected] twitter@hossamfathy66