سلطت وكالة "سبوتنيك" فى نسختها الألمانية، الضوء على جهود روسيا العسكرية؛ لمكافحة الإرهابيين في سوريا، لافتة إلى أنه خلال هذه الفترة تمكنت القوات الجوية-الفضائية الروسية بالتعاون مع الجيش السوري من وقف تقدم تنظيم "داعش" الإرهابي وتحرير مساحات واسعة من أراضي البلاد من المسلحين، كاشفة عن خطة "واشنطن" المزدوجة لتمديد الأزمة في سوريا . وأشارت الوكالة، في تقريرها، إلى أن الولاياتالمتحدة أعلنت في وقتًا مضي، عن مكافحة الإرهاب كهدف لعملياتها في هذا البلد، حيث تستمر الحرب بالفعل منذ سبع سنين، لكن أقوال القيادة العسكرية الأمريكية غالبًا ما تتعارض مع أفعالها. "الصداقة" مع الجميع حول إحدى هذه الحالات، تحدثوا في وزارة الدفاع الروسية، هذا الأسبوع، ونشرت الوزارة صورًا جوية لمناطق انتشار مسلحى "داعش" في شمال مدينة دير الزور السورية، تظهر فيها بوضوح معدات وحدات القوات الخاصة الأمريكية في المراكز الدفاعية، المجهزة سابقًا من قبل الإرهابيين. وفي الوقت نفسه، لا توجد حول هذه المواقع أية آثار لهجوم أو اشتباكات قتالية مع المسلحين أو حفر جراء قصف طائرات التحالف الدولي. وفي السياق، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، معقبًا على الوضع: "إن الحقيقة، لسوء الحظ، واضحة، ومقلقة للغاية، وهى: نحن رأينا مرة أخرى أن الجانب الأمريكي، وهو يعلن أنه مهتم بالقضاء على "داعش" والانتصار على الإرهابيين في سوريا". وتابع: أن في الواقع، تثبت بعض تصرفاته خلاف ذلك، وأن بعض المهام السياسية والجيوسياسية لواشنطن أكثر أهمية مما أعلنته بصدد الالتزام بمكافحة الإرهاب"، ووفقًا له، لم تأت تفسيرات أبدًا من الجانب الأمريكي حول ما يحدث. كما وصف "ريابكوف" التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، والتأكيدات حول التعامل مع المسلحين ب"الكاذبة"، في الوقت الذي أشار فيه المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع الروسية، اللواء إيجور كوناشينكوف، بأن الأدلة، التي قدمتها الإدارة العسكرية الروسية "موضوعية ومحددة تمامًا". ونوه الطرف الروسي بأن مساعدة المسلحين من قبل الولاياتالمتحدة، على ما يبدو، تحمل طابعًا نظاميًا، وأعلن مصدر عسكري دبلوماسي، في وقت سابق، للوكالة أنه في أغسطس، أجلى سلاح الجو الأمريكي من منطقة دير الزور إلى شمال سوريا أكثر من 20 قائدًا ميدانيًا ومن المقربين منهم من إرهابي "داعش". وفي الوقت نفسه، أشار المتحدث للوكالة، إلى أن عملية الإجلاء في أغسطس لم تكن الأولى، ونفى ممثل التحالف الدولى بدوره هذه المعلومات. وأكدت الوكالة أن واشنطن تمارس سياسة غامضة تجاه السكان الأكراد، ففي الوقت الذي تؤيد فيه واشنطن العمليات التي تقوم بها "قوات سوريا الديمقراطية " الكردية، بدون موافقة دمشق، لتحرير مناطق في الرقة ودير الزور من "داعش"، ترفض واشنطن من الناحية الأخرى، فكرة الاستقلال الذاتي للأكراد السوريين، رفضًا قاطعًا. وأضافت: أن في الوقت الذي تثبت فيه الأحداث، أن إمدادات الأسلحة إلى المنطقة لا تفضي إلى تسوية للصراع، فالأسلحة يمكن أن تقع وهى تقع فعلاً في أيدى الإرهابيين، يؤكدون البنتاجون من جانبهم، أنهم يسيطرون على "الاستخدام النهائي" للأسلحة، التي تزود بها المعارضة السورية. وأفادت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، ميشيل بالدانس، بأنه يتم تحديد مصدر شراء الأسلحة ل"المجموعات الموثوقة من المعارضة السورية" على أساس معايير البنتاجون، مع الأخذ بعين الاعتبار تطابق الأسلحة الأنسب للقيام بالمهمة، وفعالياتها لوزارة الدفاع الأمريكية وبموجب "العقود القائمة". وأوضح الأستاذ في معهد العلوم الاجتماعية، المستشرق الروسي، سيرجي ديميدينكو، من جانبه، أن لعبة واشنطن هذه "اللعبة المزدوجة"- هو أمر عادي، قائًلاً: "هذا هو جوهر السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط - دعم هؤلاء وأولئك ". واستطرد: "أنهم يتطلعون أولا، وينشئون نظام ضوابط وتوازنات، وعندما يكون الحلفاء في ضيق، وبعض هياكل المعارضة ليست قوية جدا، في حالة دعم المعارضة المحلية، إنهم ببساطة يسعون في حال، سقوط أي نظام فاسد، لإيجاد هيكل موالي للأمريكيين يلتقط الراية، التي سقطت لقيادة هذه البلاد، وبالنسبة لهم، الشىء الرئيسي عندهم هو الولاء في المنطقة لهم". ووفقًا للرئيس السابق لمركز دراسات القوات المسلحة المصرية، الجنرال جمال مظلوم، فإن "واشنطن تدعم المعارضة السورية من أجل إطالة أمد الأزمة السورية"، حيث أكد أنهم لا يسعون إلى ممارسة الضغوط اللازمة على المعارضة واللاعبين الإقليميين للتحرك باتجاه التسوية السياسية ووقف سفك الدماء".