استنكر الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مجلس الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الهجوم الذى تعرض له الرئيس عبدالفتاح السيسى بسبب لقائه مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على الرغم من دعم الأخير لثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو، حسب زعمه. وقال "جاد"، فى مقال له حمل عنوان "لقاءات الرئيس فى نيويورك"، إن هؤلاء المهاجمين قد تجاهلوا أننا وقّعنا معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، بعد أن انسحبت من كل الأراضى المصرية، كما أنه طوال قرابة أربعة عقود منذ توقيع المعاهدة مع إسرائيل والعلاقات تتراوح ما بين السلام البارد والحرب الباردة بسبب التنافس الإقليمى المصرى الإسرائيلى. وأكد أنه علينا أن نعترف بأن إسرائيل لعبت دوراً مهماً فى دعم ثورة الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو، ومارست الوفود التى أرسلها بنيامين نتنياهو ضغوطاً كبيرة على أعضاء فى الكونجرس من أجل تبنى رؤى موضوعية تجاه الأحداث فى مصر. وأضاف أنه ومن ناحية ثانية بذلت مصر جهوداً جبارة لإنهاء الانقسام الفلسطينى ونجحت فى ذلك وترتب على هذه الجهود حل حماس للجنة الإدارية التى كانت تدير القطاع وقبول حماس بتسليم المسئولية عن القطاع لحكومة السلطة الوطنية، ومن قبلها أعلنت حماس قبولها بأسس عملية التسوية المتمثلة فى مبدأ الأرض مقابل السلام ودولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدسالشرقية وحل عادل لقضية اللاجئين. وأوضح أنه حتى تتم التسوية السياسية لا بد من التواصل مع الطرف الآخر وهو إسرائيل، والحوار مع الطرف الوحيد الذى بمقدوره رعاية مفاوضات تسوية سياسية وممارسة الضغوط على إسرائيل وهو الولاياتالمتحدةالأمريكية، فلا يوجد طرف غير واشنطن يمكنه رعاية مفاوضات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، وفى الوقت نفسه يضغط على إسرائيل للقبول بمثل هذه التسوية، من هنا نفهم لقاء الرئيس السيسى بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب، واللقاء برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو. واختتم مقاله بقوله: "هكذا تدير الدول علاقاتها وتنسج شبكة من الروابط والعلاقات التى تخدم مصالحها ورؤاها، فعلاقات الدول تبنى على أسس مصلحية واقعية بعيداً عن الشعارات البراقة وسياسة دغدغة مشاعر الجماهير.