طالب نواب بالكونغرس الأمريكي، الثلاثاء، إدارة الرئيس دونالد ترامب بإجراءات "أكثر قوة" لكبح جماح كوريا الشمالية. جاء ذلك خلال جلسة استماع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب (الغرفة الأولى للكونغرس)، لشهادتي كل من مساعدة وزير الخارجية الأمريكية، سوزان ثورنتون، ومساعد وزير المالية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، مارشال بيلينغسليا. وقال رئيس اللجنة وعضو مجلس النواب الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا "إيد رويس": "أعتقد أن الرد (على كوريا الشمالية) من قبل الولاياتالمتحدة وحلفائها يجب أن يكون شديد القوة". وتابع: "يجب علينا أن نستخدم كل ما لدينا من نفوذ لتسليط أقصى الضغط على هذا النظام الفاسد". وأشار إلى أن "الوقت شارف على النفاد"، في إشارة إلى اقتراب كوريا الشمالية من حيازة سلاح نووي يمكنها أن تقصف به الأراضي الأمريكية. وطالب رويس، إدارة ترامب بمعاقبة البنوك الصينية في خطوة لإجبارها على تقليل أو وقف تعاونها كوريا الشمالية قائلاً: "لانستطيع القبول بأنصاف الحلول" من الصين. واستطرد: "أفهم أن العديد من هذه البنوك (الصينية) تعاملات كبيرة في الولاياتالمتحدة وأن هذا (التصرف) ستكون له عواقب على اقتصادنا، لكن تواجد هذه البنوك في الولاياتالمتحدة هو ما سيجعل هذه العقوبات شديدة القوة، ويجعلهم يختارون العمل معنا على التعامل مع كوريا الشمالية". وكشف أن بلاده قادرة على "تصنيف المصارف والشركات الصينية من طرف واحد"، معربا عن رغبته في أن تلاحق بلاده كذلك، المصارف في أنحاء العالم المتورطة في تعاملات تجارية مع كورا الشمالية. وأيد الكثير من النواب مطالب رويس فيما يتعلق باتخاذ إجراءات أكثر قوة ضد كوريا الشمالية، بحسب مراسل الأناضول. من جانبه قال مساعد وزير الخزانة الأمريكي: "لا أستطيع أن أخبر اللجنة اليوم بأننا شهدنا أدلة كافية على رغبة الصين، بأن توقف فعلياً تدفق واردات كوريا الشمالية (كنوع من العقوبة)". وأكد: "نحن بحاجة لحدوث هذا (تفعيل العقوبات ضد كوريا الشمالية)". وأضاف: "بسبب التفاوت في التنفيذ الدولي للعقوبات وعدم وجوده في بعض الأحيان، فإن كوريا الشمالية تعيق التأثير العملي للعديد من القيود وهي مستمرة في تصدير بضائع محظورة مثل الأسلحة والمعادن والتماثيل". وعرض المسؤول الأمريكي على لجنة الكونغرس صورة ملتقطة عبر الأقمار الصناعية من قبل الأجهزة الاستخبارية الأمريكية، لسفن قال إنها تتنقل ما بين روسياوالصين وهي تخرق العقوبات المفروضة بحملها صادرات غير مشروعة من الفحم الكوري الشمالي. إلا أنه شدد على أن الإدارة الأمريكية "أحكمت الطوق على الممثلين التجاريين لكوريا الشمالية"، داعياً في الوقت نفسه المؤسسات الاقتصادية العالمية إلى الكشف عن علاقاتهم مع كوريا الشمالية، كي لاتقع عليهم العقوبات التي ستفرضها بلاده على المتعاونين مع نظام بيونغ يانغ. من جانبها، قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية، إن إدارة ترامب "أوضحت للصين وروسيا، أنهما إذا لم يفعلا شيئاً (بخصوص كوريا الشمالية) فإننا سنستخدم كل وسيلة متاحة لدينا". إلا أن كل من بيلينغسلي وثورنتون أكدا على أهمية عدم وضع الخيارات العسكرية في مقدمة الحلول للتعامل مع الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. ومساء أمس الإثنين، اعتمد مجلس الأمن الدولي، بالإجماع، قرارًا أمريكيًا بفرض حزمة جديدة من العقوبات على كوريا الشمالية؛ بسبب مواصلة الأخيرة برامجها النووية والباليستية. وفي 3 سبتمبر/ أيلول الجاري، أجرت كوريا الشمالية تجربة ناجحة على تفجير قنبلة هيدروجينية، ما أثار ردة فعل قوية من المجتمع الدولي. وقال ترامب في وقت سابق، إن "واشنطن تدرس تعليق كامل علاقاتها التجارية مع الدول التي تتعامل مع بيونغ يانغ".