ولد محمود أحمد تيمور فى حى درب سعادة بالقاهرة، فى مثل هذا اليوم عام 1894، ونشأ فى أسرة عريقة على قدر كبير من الجاه والعلم والثراء، فقد كان أبوه أحمد تيمور باشا، أحد أبرز أعلام عصره ومن أقطاب الفكر والأدب المعدودين، وله العديد من المؤلفات النفيسة والمصنفات الفريدة التى تكشف عن موسوعة نادرة وعبقرية فريدة. تعلم محمود تيمور بالمدارس المصرية الابتدائية والثانوية الملكية، والتحق بمدرسة الزراعة العليا، ولكن حدثت نقطة تحول خطيرة فى حياته وهو لم يتجاوز العشرين من عمره بعد، فقد أصيب بمرض التيفود، واشتدت وطأة المرض عليه، فانقطع عن دراسته الزراعية، ولزم الفراش ثلاثة أشهر، قضاها فى القراءة والتأمل والتفكير، وسافر إلى الخارج للاستشفاء بسويسرا، ووجد فى نفسه ميلاً شديدًا إلى الأدب، فألزم نفسه بالقراءة والاطلاع، وهناك أتيحت له دراسة عالية فى الآداب الأوروبية، فدرس الأدب الفرنسى والأدب الروسى، بالإضافة إلى سعة اطلاعه فى الأدب العربى. ورث محمود عن أبيه العديد من الملكات والصفات، فقد كان مُغرمًا بالأدب واللغة، شغوفًا بالقراءة والبحث والاطلاع، محبًا للكتابة والتأليف. وقد عنى أبوه منذ سن مبكرة بتوجيهه إلى القراءة والاطلاع، وتنشئته على حب فنون الأدب واللغة؛ فأقبل الابن على مكتبة أبيه العامرة بنهم شديد، ينهل منها، ويعب من ذخائرها، ويجنى من مجانيها. لم يكن المرض هو مأساة تيمور الوحيدة؛ فقد كان فقده لأخيه محمد مأساة أخرى، صبغت حياته بحالة من الحزن والتشاؤم والإحباط، لم يستطع الخروج منها إلا بصعوبة بالغة. وكان على موعد مع مأساة ثالثة أشد وطأة على نفسه ووجدانه، زلزلت حياته، وفجعته فى ولده الذى اختطفه الموت وهو ما زال فى العشرين من عمره؛ وقد تركت تلك المأساة فى نفسه مرارة لا تنتهى، وحزنًا لا ينقضى. وكان ملاذه الوحيد وسلواه فى كل تلك المحن والأحداث هو الكتابة، يهرع إليها ليخفف أحزانه، ويضمد جراحه، ويتناسى آلامه، وقد انعكس ذلك فى غزارة إنتاجه وكثرة مؤلفاته. وقد حظى محمود تيمور بحفاوة وتقدير الأدباء والنقاد، ونال اهتمام وتقدير المحافل الأدبية ونوادى الأدب والجامعات المختلفة فى مصر والوطن العربى، كما اهتمت به جامعات أوروبا وأمريكا، وأقبل على أدبه الأدباء والدارسون فى مصر والعالم. كما نال إنتاجه القصصى جائزة مجمع اللغة العربية بمصر سنة 1947م، وما لبث أن عُيِّن عضوًا فيه عام 1949م، وحصل على جائزة الدولة للآداب سنة 1950م، وجائزة "واصف غالى" بباريس سنة 1951م، ومنِح جائزة الدولة التقديرية في الأدب سنة 1963 من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، واحتفلت به جامعات روسيا والمجر وأمريكا، وكرمته فى أكثر من مناسبة، وتوفى سنة 1973.