ذكر المهندس عاصم عبدالماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، لأول مرة، عددًا من الأخطاء التي وقعت فيها الجماعات الإسلامية بما فيها الإخوان، وتسببت في وقوع عدد من «المجازر» بحق التيارات المؤيدة لعزل الدكتور محمد مرسي. وفي منشور يعد اعترافًا ومواجهة لكل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، كشف "عبدالماجد" عن مجموعة من هذه الأخطاء تحت عنوان ( رابعة.. الطريق إلى المجزرة!!). وكتب عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "قد نتفهم - بل لا بد من أن نتفهم - تلك البكائيات التي تنعقد كل سنة كلما حلت ذكرى مجازر رابعة وأخواتها (النهضة والحرس والمنصة ورمسيس و6 اكتوبر وغيرها).. لكن الذي لا نستطيع تفهمه مطلقا هو أن أحدا لم يقدم حتى الآن (تقريرا) بأخطائنا التي أدت إلى وقوع هذه المجازر البشعة"..كما لم يقدم أحد حتى الآن (رؤية) لإصلاح هذه الأخطاء والاستعداد لما هو آت..وهذان أمران في غاية الأهمية بكل تأكيد". وتابع: "ولنبدأ بأولهما، وهو البحث في أخطائنا التي أفضت إلى تمكين (النظام) من القيام بهذه المجازر القذرة". وأوضح القيادي بالجماعة الإسلامية: "عامة ما قيل حتى الآن بهذا الصدد لا يعدو كونه حديثا عن مجموعة الأخطاء الساذجة الأخيرة التي كانت قريبة زمانيا وربما مصاحبة لاعتصام رابعة..فهناك من قال إن قرار الاستمرار في الاعتصام بعد حصول (الانقلاب) كان خطأ. وأن الواجب وقتها طالما أننا لم نستعد لمقاومة (الانقلاب) هو الانصراف ووقف كل صور الاعتراض. مثلما فعل الأتراك مرات عديدة مع كل الانقلابات السابقة". وأضاف: "وهناك من قال بل قرار الاعتصام سليم. لكن مكانه هو الخطأ القاتل الذي أتاح للشرطة والجيش محاصرته وتصفيته بوحشية". وأردف: "ومال آخرون إلى أن القيادة الضعيفة للاعتصامات والاحتجاجات كان لديها فرصة ذهبية لحسم الجولة ضد (الانقلاب) في عدة أوقات أخطرها كانت الانتفاضة الجماهيرية التي حدثت يوم مجزرة الفض والتي اقتحمت خلالها الجماهير مراكز الشرطة ومقار المحافظات في أماكن كثيرة. لكن جاءت أوامر القيادات بالانسحاب في آخر النهار". ومضى بالقول معددًا بعض الأخطاء: "وقال آخرون إن الخطأ بدأ مع دخول الرئيس إلى دار الحرس وعدم سماعه لنصح الناصحين بالبقاء في قصره وإحاطته بالمعتصمين لحمايته.. وهؤلاء يرون أن وجود الرئيس حرا طليقا كان سيمكنه من قيادة الجماهير كما قادها أردوغان لإفشال الانقلاب عليه"، حسب قوله. وتابع: "وفريق يرى الخطأ قد وقع قبل ذلك حينما لم يشكل الإسلاميون حرسا ثوريا لحماية الثورة والدولة. ويستدلون بأن العامل الأكبر في إفشال الانقلاب التركي كان وجود فرق مسلحة من الشرطة والجيش استحدثها أردوغان وهي التي واجهت الانقلابيين في الشوارع وجرأت الشعب عليهم.. وهؤلاء يرون أن وجود هذا الحرس الثوري كان سيمنع الجيش من التفكير في (الانقلاب) أصلا"، وذلك حسب زعمه. وواصل: "ويرى آخرون أن الخطأ بدأ يوم ترشح الإخوان للانتخابات مع علمهم أنهم حركة إصلاحية شديدة السلمية ولا يمكنها أن تتحول في يوم وليلة إلى حركة ثورية. لذا استطاعت الدولة العميقة التلاعب بها. ثم هزيمتها بالضربة القاضية". واختتم قائلًا: "كل هذه الآراء لها حظ من الصواب.. لكن الخطأ الأكبر الذي أفرز أكثر هذه الأخطاء هو شيء آخر أعمق من ذلك كله وأبعد تاريخيا من ذلك كله.. نذكره إن شاء الله غدا.. ويرحم الله شهداء الأمة في رابعة وأخواتها".