«يسرائيل هايوم»: مصر والعرب منشغلون بالمشاكل مع قطر.. وإدارة «ترامب» مهتمة بالتحقيقات ضده تحت عنوان: "أين اختفت صفقة القرن؟" قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، إن علاقات إسرائيل مع السلطة الفلسطينية والأردن وصلت إلى وضع التأزم العميق وغياب الأفق السياسي. وأضافت أن "الإدارة الأمريكية وعددًا من الدول العربية على رأسها مصر مهتمة بمشاكلها الداخلية وعلى ما يبدو فإن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يعنيها". وأشارت إلى أن "وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط جعلت إسرائيل تتساءل: هل المنطقة وهل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سينتهي ذات مرة بتهدئة تسمح بالتعايش السلمي؟". ولفتت إلى أن "إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية لا زالوا يلعقون جراح الأحداث الأخيرة في الحرم القدسي وأزمة السفارة الإسرائيلية في الأردن بينما المعركة السياسية بإسرائيل تشتعل في أعقاب التحقيقات الجنائية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والتي بلا شك ستؤثر على كل إجراء سياسي إسرائيلي فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وقالت إن "حوالي 100 يوم مرت منذ أن أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول محادثة تليفونية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والتي دعاه فيها للبيت الأبيض وتعهد بأنه يعمل من أجل ترتيب تاريخي بين إسرائيل والفلسطينية فما يعرف باسم (صفقة القرن)". وتابعت متسائلة: "ماذا حدث منذ هذا الوقت؟ إسرائيل والسلطة الفلسطينية حظيتا بسلسلة من الزيارات التي قام بها مستشارا ترامب، جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات واللذين جاءا لوضع خارطة للنقاط المركزية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والمستشار جرينبلات شارك في مناقشات القمة العربية بالأردن وذلك لتنسيق الموافق العربية من أجل تجديد واستئناف المباحثات". وقالت: "الرئيس ترامب نفسه زار الشرق الأوسط لبث الروح والأمل في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلي؛ وخلال زيارته لتل أبيب وبيت لحم أعلن أن وفودًا من كل جانب سيتم دعوته لواشنطن لمحادثات من أجل تجديد المباحثات، لكن بالرغم من ذلك لم يحدث أي شيء، وكذلك اجتماع الرياض الذي شارك فيه ترامب لم يثمر عن أي تقدم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وأضافت: "في 5يونيو اندلعت أزمة بين قطر والرباعية العربية؛ أي مصر والسعودية والإمارات والبحرين امتدت لدول أخرى إضافية، ومنذ هذا الوقت والدول العربية منشغلة بشكل أساسي في قضايا داخلية خاصة بها، وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يعنيها بالمرة". وأوضحت أن "أزمة الحرم القدسي الأخيرة سببت قطيعة جدية في العلاقات الإسرائيلية مع الأردن والسلطة الفلسطينية وأدت إلى توتر كبير مع المملكة الهاشمية من شأنه أن ينتهي بإعادة السفير الأردني من تل أبيب وبقرار من رئيس السلطة محمود عباس بتجميد العلاقات مع إسرائيل التنسيق الأمني، وهو جزء هام في اتفاقية أوسلو". وأشارت إلى أن "هذه الأزمة خلقت أزمة أخرى في علاقات السلطة الفلسطينية مع إدارة ترامب؛ فحمود عباس رفض إجراء لقاء مع المبعوث الأمريكي جيسون جرينبلات وأصدر تعليمات لصائب عريقات والجنرال ماجد فرج بلقائه". ولفتت إلى أن "أزمة العلاقات الإسرائيلية مع الأردن أدت إلى زيادة التنسيق بين الملك عبد الله ومحمود عباس، خاصة فيما يتعلق بالقدس والحرم القدسي وهذا التنسيق سيجهض كل محاولة مستقبلية لإسرائيل من أجل تحقيق إنجاز سياسي، أيًا كان، في كل ما يتعلق بمركز القدس في أي ترتيب سياسي دائم". وأوضحت أن "إدارة ترامب منشغلة الآن بالمشاكل الداخلية وبدأت في إدراك استحالة تحقيق انفراجة سياسية في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين والمتجمدة منذ فترة طويلة". واستدركت: "السلطة الفلسطينية تأمل في أن تنتهي التحقيقات بالولايات المتحدة إلى مغادرة صهر ترامب البيت الأبيض، ومن وجهة نظرها فإن الرجل هو داعم كبير لحكومة نتنياهو وسياسة الاستيطان في الضفة وشرق القدس، والتصريحات المتفائلة لترامب عن حدوث (حل تاريخي) للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وصفقة القرن تبدو للفلسطينيين والدول العربية بعيدة ومنفصلة عن واقع المنطقة والشرق الأوسط".