بات من المؤكد ، وفقا للنتائج الأولية لجولة الإعادة للمرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية ، أن جماعة الإخوان المسلمين هي الرابح الأكبر في هذه المرحلة ، حيث فازت الجماعة حتى كتابة هذا التقرير ب 38 مقعدا ، فيما تم تأجيل الانتخابات لأربعة من مرشحي الجماعة في هذه المرحلة ، بينما تقاسم الحزب الوطني وحزب التجمع مرارة الهزيمة ، حيث شهدت هذه المرحلة سقوط العديد من رموز الحزبين ، وعلى رأسهم السيد راشد وكيل مجلس الشعب السابق ومحمد عبد اللاه من الوطني ومحمود المنياوي أمين الحزب في بورسعيد ، وخالد محيي الدين وأبو العز الحريري والبدري فرغلي من حزب التجمع . وشكلت النتائج الأولية لجولة الإعادة ، التي جرت أمس في تسع محافظات هي القليوبيةوالغربية والبحيرة وقنا وبورسعيد والسويسوالإسماعيليةوالفيوموالإسكندرية ، صدمة عنيفة للحزب الوطني ، بعد أن توالي سقوط قيادته أمام المرشحين المستقلين ومرشحي الإخوان ، ويأتي في مقدمتهم السيد راشد وكيل مجلس الشعب ورئيس اتحاد عمال مصر أمام المرشح المستقل محمود عبد القادر الشاهد ، كما سقط الدكتور محمد عبد اللاه رئيس جامعة الإسكندرية في دائرة المنتزه أمام المرشح المستقل سيف علي ، وخسر مرشح الحزب الوطني محمود صبح بالدائرة الأولي في بورسعيد أمام مرشح الإخوان الدكتور أحمد الخولاني . أما المفاجأة المدوية ، فتمثلت في سقوط الزعيم التاريخي لحزب التجمع خالد محيي الدين أمام مرشح الإخوان الدكتور تيمور عبد الغني ، كما فشل نائب الحزب البدري فرغلي في الحفاظ على مقعده ، الذي ذهب للمرشح المستقل عبد الملك الزيني . وفقد حزب التجمع مقعدا ثالثا ، في دائرة كرموز بمحافظة الإسكندرية للنائب الحالي أبو العز الحريري بعد أن تفوق عليه المرشح المستقل فواز عبد الحليم شاهين خريبة. وفي دائرة المناخ بمحافظة بورسعيد حقق حزب الوفد مقعدا جديدا لمرشحه محمد مصطفى شردي بعد تغلبه على المرشح المستقل السيد متولي رئيس نادي المصري. أما بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين ، والتي نجحت في الفوز ب 13 مقعدا من الجولة الأولى لهذه المرحلة ، إضافة إلى 34 مقعدا حصدها مرشحو الجماعة في المرحلة الأولى ، فإن النتائج الأولية لجولة الإعادة ، تشير إلى أن الجماعة حققت ، حتى كتابة هذا التقرير خمسة وعشرين مقعدا . ومن ابرز مرشحي الجماعة الفائزين في جولة الإعادة ، أسامة جادو بالإسكندرية ، وإبراهيم الجعفري في الإسماعيلية ، وهشام القاضي في قنا ، وعباس عبد العزيز و سعد خليفة في السويس ، وفي بورسعيد فاز كل من الدكتور أحمد الخولاني والدكتور أكرم الشاعر ، وفي الفيوم فاز كل من كمال الدين نور الدين ومصطفى علي عوض ، وفي القليوبية فاز كل من عبد الله عليوة وعبد الفتاح حسن والدكتور أحمد محمود دياب والدكتور جمال شحاته والدكتور تيمور عبد الغني ، وفي الغربية فاز كل من الشيخ السيد عسكر وعلي لبن وعلم الدين السخاوي وإبراهيم زكريا ويحيى المسيري وحسنين الشورى وعادل البرماوي ومحمد العدلي . وفي البحيرة ، حصد مرشحو الإخوان ثلاثة مقاعد لكل من رجب دعميش ومحمد الجزار والدكتور احمد أبو بركة بدائرة كوم حمادة . فيما تشهد دائرة أبشواي بالفيوم حيث يخوض نائب رئيس الحزب الوطني الدكتور يوسف والي الإعادة فحتى هذه اللحظة هناك بالغ في لجنة الفرز بسبب مشاحنات بين رئيس اللجنة الفرعية والعديد من السادة المستشارين الذين رفضوا قبول إدخال صناديق تم اختطافها من قبل موالين للدكتور والي ثم إعادته مرة أخرى بعد تبديلها مما جعلهم مصرين على استبعادها من الفرز ، والموقف غامض هناك حتى الآن . وقد شهدت جولة الإعادة التي جرت أمس تجاوزات عنيفة ، كان من أبرزها تدخل قوات الشرطة لفرض حصار مشدد على مقار اللجان ، التي يعتقد أنها تمثل ثقلا لمرشحي المعارضة والإخوان المسلمين ، وذلك لمنع الناخبين من الوصول إلى هذه اللجان . وأدت هذه التدخلات إلى اعتراضات عنيفة من رجال القضاة الذين تولوا الإشراف على الانتخابات في هذه اللجان ، حيث حرر سبعة قضاة في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة محاضر أكدوا فيها إن قوات الأمن ارتكبت تجاوزات منعت الناخبين من الوصول إلى مراكز الاقتراع ، ولفت القضاة إلى أنهم لاحظوا أن الناخبين لم يأتوا للاقتراع بعد ساعة ونصف الساعة من فتح مراكز الاقتراع ولما استطلعوا الأمر خارج اللجان وجدوا قوات الأمن تمنع الناخبين من الدخول. وتكرر الأمر في دائرة كفر الدوار حيث حرر 11 من القضاة محاضر بوجود تلاعب في كشوف الناخبين قالوا إنها وقعت في الفترة بين الجولة الأولى وجولة الإعادة. وقال شهود عيان في مدينة رشيد بمحافظة البحيرة إن ألوفا من الناخبون تجمعوا خارج قسم الشرطة بالمدينة مطالبين بالسماح لهم بالاقتراع ، كما تظاهر ناخبون في مدينة شبرا خيت وبلدة لقانة ، حيث قامت قوات الأمن بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم . وفي دائرة غبريال الإسكندرية ، أرسل القضاة المكلفين بالإشراف على الانتخابات استغاثة سريعة إلى رئيس اللجنة العامة للانتخابات يستغيثون فيها من ضابط شرطة قام بغلق لجنة مدرسة باحثة البادية وحول المنطقة إلى ثكنة عسكرية وقام بمنع الناخبين والمرشحين ووكلائهم والمارة في الشارع من الاقتراب من اللجنة . ذلك فيما ، أكدت منظمات المجتمع المدني ، التي تتولى مراقبة الانتخابات ، أن الحزب الوطني جند بلطجية مسلحين بأسلحة بيضاء وعصي لمنع ناخبين مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين من الوصول إلى لجان الاقتراع في المناطق المعروفة بتأييدها لمرشحي الإخوان .