تابع عدد كبير من الأقباط تصريحات الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة والمرشح لرئاسة الجمهورية، ببالغ الاهتمام بعد أن وجه لهم العديد من الرسائل التطمينية فيما يتعلق بحقوق الأقباط، مشيرًا إلى أهمية مشاركتهم فى الثورة التى لم يفرق رصاص النظام السابق فيها بين مسلم أو قبطى، كما تعهد بكونهم مواطنين مصريين أمام القانون، لهم حقوق وعليهم واجبات، مؤكدًا أنه لا يتصور أن يكون هناك قبطى يساهم فى عودة النظام السابق. وعلق رمسيس النجار، مستشار الكنيسة المصرية الأرثوذوكسية، على تصريحات مرسى قائلاً إن كلاً من المرشحين المنافسين يريدان كسب كتل تصويتية جديدة فى صفهما، مشيرًا إلى أن شفيق يحاول استمالة البعض الآخر. وأكد النجار أن الأقباط يثقون أنهم كتلة تصويتية كبيرة حال فوز أى المرشحين وأن الأقباط خرجوا عن نطاق الكنيسة وإملاءاتها وأصبحوا كتلة تصويتية مستقلة مبديًا، ترحيبه بجميع الوعود التى خرجت من جانب مرشح الإخوان المسلمين. لكنه أشار إلى تخوف الأقباط وخشيتهم من أن يصبح الإخوان هم الوريث الشرعى للحزب الوطنى المنحل، لافتًا إلى أن السلطة المطلقة هى مفسدة مطلقة، مشددًا على أهمية أن تشهد السلطة فى مصر منافسة حقيقية بين أطراف عدة وألا تغلب لصالح تيار واحد حتى لو كانت تلك الشخصية تنتمى للنظام القديم.. وشدد على أهمية ألا تخرج رسائل التطمين من المنافسين ولاسيما مرشح الجماعة بدون مشاريع وقرارات يلتزم بها كرئيس، مبينًا أنه على الرئيس القادم أيًا كان أن يحسم موقفه هو وجميع المؤسسات فى البلاد على أحقية الأقباط فى وطنهم كجزء لا يتجزأ منه مع تضمين حقوق المواطنة. وأبدى النجار توقعه بنية كتلة تصويتية كبيرة من الأقباط بالتصويت لصالح الدكتور محمد مرسى فى جولة الإعادة، لافتًا إلى أن الدكتور محمد مرسى يحظى بتأييد عدد من الأقباط، حيث إن العديد من الشخصيات القبطية تربطها علاقات وثيقة بشخصيات من جماعة الإخوان المسلمين. واتفق معه فى الرأى مجدى صابر، عضو المكتب الإعلامى لاتحاد شباب ماسبيرو، داعيًا إلى أهمية أن تخرج جماعة الإخوان ومرشحها بتنفيذ الوعود على أرض الواقع، بما يكفل تنفيذها ورأى أن أهم تلك الوعود هو تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، الذى وصف تلبية مطالبها بالفيصل فيما قد يحكم اختياراتهم أما بالمقاطعة أو بانتخاب محمد مرسى. وأشار إلى أنهم كاتحاد سيلجأون إلى مقاطعة جولة الإعادة بين فريقى الإخوان وفريق الفلول خوفًا منهم على انتخاب شخص غير مقتنعين به، داعيًا الجماعة إلى تقديم تطمينات موثقة ومثبوتة على رأسها قانون بناء دور العبادة الموحد الذى اقترح على مجلس الشعب الآونة الماضية دون النظر إليه. وانتقد صابر تصويت مجموعات من الأقباط للفريق شفيق، نافيًا أن تكون الكنيسة الأم قد تدخلت فى تلك المسألة، لكنه أشار إلى أن بعض الكنائس، وصفها بالمتطرفة، قد حشدت قواها لانتخاب الفريق شفيق وساندوه. على جانب آخر قال المفكر القبطى كمال زاخر، إنه ليس للأقباط موقف معادى مع شخص الدكتور محمد مرسى، وأن الخيارات الآن ليست مرتبطة فقط بالتصريحات لكنها ترتبط بمجمل أعمال وأفعال جماعة الإخوان المسلمين منذ أن نشأت. وأشار إلى أن تاريخ الجماعات الإسلامية والتى انبثقت جميعها من عباءة الإخوان لنا عليها كثير من الملاحظات وهى أن انتابها كثير من المواجهات غير السلمية من استهداف للأقباط . وتابع زاخر قائلاً "إن جميع المرشحين لديهم وعود وكثيرًا ما يتكلمون ولا نستطيع الحكم على الضمائر، مشيرًا أن الأقباط ليسوا فى صراع مع الإسلام أو مرسى لكننا لا نصدق الدعايا الانتخابية والكلام المثالى، مؤكدًا أن الأقباط جزء من الوطن وأن الحامى لوجودهم وحقوقهم هو الدستور الذى سيكفل للجميع حقه فى وطنه، مشيرًا إلى أن صندوق الانتخاب سيحمل المزيد من المفاجآت. بينما قال القمص مينا ظريف، راعى كنيسة الملاك سوريال، إن العديد من الأقباط سيتوجهون لانتخاب الدكتور محمد مرسى فى جولة الإعادة لعدم ثقتهم فى الفريق شفيق لما يؤخذ عليه من انتمائه للنظام القديم كما يؤخذ عليه أيضًا خلفيته العسكرية وهذا ما لا يتمناه الجميع، مشيرًا إلى أن محمد مرسى يعرف بعدم ميله للعسكر أو الفلول وأنه ذاق ما ذاق من الظلم فى عهد الرئيس السابق ما لم يجعله يستطيع تطبيقه على الآخرين. وأشار ظريف إلى أن الاختلاف لن يكون بين هذا أو ذاك فالأهم فى هذه المرحلة أن يكون رئيسًا صالحًا ليس فاسدًا يحب البلاد ويتمنى لها الخير أيًا ما كان، مشيرًا إلى أنه فى انتخابات مجلس الشعب أعطى صوته لأعضاء حزب الحرية والعدالة أملاً فى التغيير.