بدأت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، عن محاولات حثيثة خلال اليومين القادمين لإرسال تطمينات إلي كل القوى السياسية المدنية والثورية، لضمان حشد الأصوات لصالح مرشحهم في جولة الإعادة المقرر لها يوم 16 و17 يونيو المقبل. وكشف مصدر داخل الحملة المركزية لدعم الدكتور محمد مرسي رئيسا، ل(المصريون) خريطة عمل الخطة التي وضعتها الجماعة التي تسير علي عدة محاور أولها محاولة جمع شمل القوى السياسية والوطنية تحت مظلة إنقاذ الثورة المصرية من خطر محاولة إعادة إنتاج النظام البائد، في حال تولى الفريق أحمد شفيق سدة الحكم. كما تتضمن الخطة محاولة لف الصف الوطني والثوري مرة أخرى تحت قيادة الجماعة، من أجل الحفاظ علي مكتسبات الثورة التي قامت لإسقاط النظام كله، وليس فقط إسقاط رأسه. وبحسب المصدر، تسعى الجماعة إلي لم شمل القوى الوطنية عن طريق سرعة الانتهاء من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد، حتى تكون معبرة عن كافة أطياف الشعب المصري، وانتخاب الجمعية بشكل سريع كبادرة حسن نية من الجماعة لإثبات أنها مع الصف الوطني. وتشمل خطة العمل أيضا، محاولة لم شمل مرشحي الرئاسة الحاصلين علي المركزين الثالث والرابع وهما حمدين صباحي ود. عبد المنعم أبو الفتوح، و"محاولة ترضيتهم" من أجل مصر، ومن أجل ضمان دعمهم لمرسي وضمان الأصوات التي حصلوا عليها. أما المحور الرابع للخطة، فيكمن في إرسال تطمينات وتعهدات إلي القوى الثورية خاصة الشبابية منها بخصوص الدولة المدنية، و"التكويش" علي مقاليد الأمور، والاستئثار بكافة المناصب، فضلا عن محاولات إرسال تطمينات أكبر للأقباط الذي كشفت المؤشرات أنهم صوتوا لشفيق في الجولة الأولى. واعترف المصدر- الذي رفض الكشف عن اسمه- أن الجماعة تواجه أزمة حقيقية الآن، في كل المحاور السابقة، فالقوى السياسية تطالبها بما لا طاقة لها به، وبما يتناقض مع ثوابتها، إلا أنه عاد وأكد أن د. مرسي خرج وأعلن أنه من الممكن أن يكون له أكثر من نائب من كافة الأطياف السياسية، وأنه ليس شرطا أن يكون رئيس الحكومة من حزب الأغلبية، فضلا عن التأكيد علي أهمية التوافق والحفاظ علي الثورة وتحقيق أهدافها، فضلا عن إمكانية قبول الجماعة إلي فكرة تشكيل فريق رئاسي يضم صباحي ود. أبو الفتوح، إلا أن الإثنين رفضا هذا العرض. وأوضح أن الإخوان سيسعون بكل قوة إلي الانتهاء من الجمعية التأسيسية قبل جولة الإعادة لتكون بادرة حسن نية منهم للقوى الوطنية. وأضاف: "ورغم كل ما نقوم به، نواجه اتهامات بالكذب وخيانة الثورة والركوب عليها وسرقتها، إلا أننا نسعى وسنسعى إلي دحض كل هذه الاتهامات من أجل مصر". وقال أننا الآن في مفترق طرق، إما ثورة أو لا ثورة، وعلينا الآن أن نقف بجانب الثورة، ونكون أول من يقوم د. مرسي في حال أخطأ أو قام بشيء عكس أهداف ومطالب الثورة. وكشف عن تشكيل جبهة وطنية للتصدي لمحاولات بقايا النظام السابق العودة إلى الحكم وإعادة البلاد إلى ما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير، سيتم الإعلان عنها قريبا، مشيرا إلي أن طلبات ومبادرات الأحزاب والقوى الوطنية سيتم دراستها والرد عليها خلال يومين. ورفض المصدر التعليق حول مطالبات بعض الحركات والقوى السياسية بأن تكون الضمانات والتعهدات مكتوبة وموقعة من الإخوان وبإعلانها أمام الرأي العام، وقال أن هذا الأمر لم يحسم بعد.