لم يكن اكتساح الفريق أحمد شفيق لنتائج الانتخابات بالغربية مفاجأة للكثيرين من أبناء المحافظة الذين توقعوا تلك النتائج من خلال سير العملية الانتخابية. فقد كان للمسيحيين دور فعّال فى حصول شفيق على هذا القدر من الأصوات بعد أن انتشرت بقوة مقولة مفادها بأن البابا شنودة كان قد أوصى قبل وفاته بانتخاب شفيق، وهو الأمر الذى اعتبره المسيحيون واجبًا دينيًا مقدسًا. كما جاء اكتساح شفيق بالاعتماد على أقطاب الحزب الوطنى المنحل بالمحافظة، والذين يمثلون ثقلاً كبيرًا ولا يستهان به بالمحافظة، بالإضافة لانتمائهم لعصبيات كبيرة بالقرى، وأن أكثرهم من رجال الأعمال الذين يملكون شركات ومصانع يعمل بها عدد كبير من أبناء دوائرهم البسطاء. يذكر أن شفيق قد قام بزيارة رءوس العائلات بالدوائر وهم من نواب الحزب السابقين الذين لا يستطيع أحد أن ينكر تواجدهم وتأثيرهم فى دوائرهم، وقد رأى هؤلاء فى شفيق الفرصة الأخيرة للعودة للحياة من جديد بعد عدة أشهر قضوها فى الظل والذل، ولذلك كانت مسألة إنجاح أحمد شفيق لهم مسألة حياة أو موت وسخروا أموالهم وقدراتهم وإمكاناتهم فى سبيل العودة للحياة، وقد حرص شفيق على النزول فى جولاته ومؤتمراته إلى القرى دون المدن. من ناحيته، ساعد نائب الوفد مصطفى النويهى كثيرًا فى إنجاح شفيق بما يملكه من أموال وعائلة كبيرة بقرية ميت حبيش والقرى المجاورة وهو صاحب أول مؤتمر انتخابى لشفيق. من ناحية أخرى، جاءت فكرة السلاسل البشرية الممتدة من طنطا إلى المحلة بنتائج عكسية تمامًا ليحصل مرسى على المركز الثالث بعد شفيق وصباحى بفارق يصل لنحو 150 ألف صوت عن شفيق. كما كانت الحملة التى وجهت ضد شفيق مؤخرًا عبر أشخاص لا يوثق بهم وتاريخهم بعيد عن الثورية وليسوا فوق مستوى الشبهات سببًا مباشرًا لمنح الكثير من المواطنين لشفيق أصواتهم باعتبار الغربية محافظة مغلقة، ويعرف المواطنون فيها بعضهم بعضًا جيدًا، ولم يفلح المتحولون فى خداع المواطنين الذين يعرفون تاريخهم جيدًا، هذا بالإضافة لحرص شفيق على تواجد عنصر الشباب بحملته ومنهم من ينتمى لشباب الثورة. وفى محافظة الشرقية، نجحت تكتلات الفلول وعلى رأسهم على المصيلحى، وزير التضامن السابق وعضو مجلس الشعب السابق عن الوطنى المنحل والعديد من أعضاء الوطنى المنحل والذين عقدوا اجتماعات أكثر من مرة برئاسة المصيلحى فى حشد أكبر عدد من الأصوات لصالح شفيق من خلال التأثير على الناخبين البسطاء خاصة فى القرى والنجوع الأكثر جهلاً وفقرًا، حيث ظهر نشاط واسع لهم فى الحسنية وفاقوس وقاموا بشراء الأصوات. ويفسر ذلك وجود سيدات من كبار السن أمام اللجان كانوا يقمن بالدعوة لانتخاب شفيق مثلما حدث أمام لجنة الإعدادية بنين بالقنايات، حيث تواجدت سيدة تدعو غيرها من كبار السن لاختيار السلم وتثير الكراهية ضد الإخوان وتدعو لعدم انتخاب أى من يطلق لحيته باعتبار أنه سيضيق الخناق على السيدات ويجبرهم على ارتداء النقاب. كما ظهر ذلك أيضًا فى توفير أنصار شفيق لوسائل مواصلات كانت تنقل الناخبين للجان. وأشار مصدر مسئول بمحاجر الشرقية، رفض ذكر اسمه، إلى أنه صدرت تعليمات لجميع الموظفين للإدلاء بأصواتهم لصالح شفيق إضافة إلى ورود معلومات لديه تؤكد تصويت بعض أفراد الشرطة لصالح شفيق بعد تغير صفته المهنية فى البطاقة. وجاء استمرار الدعاية لشفيق أمام اللجان الانتخابية بمعظم أرجاء المحافظة واستغلال بعض المنازل المواجهة للجان فى تعليق صوره سببًا فى صعوده. من ناحيته، أكد جابر الحاج، منسق حملة مرسى بالشرقية أن فوز أحمد شفيق وحصوله على عدد من الأصوات أكبر من محمد مرسى بمحافظة الشرقية يعد مفاجأة غير متوقعة. وأشار إلى أن ذلك يدل على تحركات الفلول الخفية لحشد أصوات الناخبين لصالح شفيق من خلال شراء الأصوات والتواطؤ من جانب بعض الجهات لتزوير الأصوات لصالح شفيق. وأضاف أن تراجع مرسى يرجع إلى قصر فترة الدعاية الانتخابية الخاصة به وإعلان قرار الترشح متأخرًا. وأكد أن الشعب سيكون له دوره فى جولة الإعادة بعزل الفلول ومنعهم من ممارسة الحياة السياسية وتوجيه اختيارهم للإصلاح لمصر. من ناحيتها، قالت إحدى القبطيات رفضت ذكر اسمها إنهم جميعًا احتشدوا لانتخاب شفيق بعد أن كانوا يؤيدون عمرو موسى، وذلك بسبب إعلان موسى بالتليفزيون أنه إذا أصبح رئيسًا من الممكن أن يعين نائبًا من الإخوان المسلمين، وخرجنا جميعًا كبارًا وصغارًا لتأييد شفيق ليكون رئيسًا فى المرحلة المقبلة حتى يحقق الاستقرار الذى ننشده للمصريين، مسلمين وأقباطًا. وكانت النتائج أمس الأول تشير إلى تفوق مرسى فى الساعات الأولى من الفرز إلى أن اقترب شفيق منه حتى احتل المركز الأول على حسابه، وكذلك تفاوت المركز الثالث والرابع بين صباحى وأبو الفتوح إلى أن حصد صباحى المركز الثالث يليه أبو الفتوح. يذكر أن أحمد شفيق تقدم على حساب محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين بفارق أصوات بلغ 91 ألف و174 صوتًا لصالح شفيق، وحصل شفيق على 627808 يليه مرسى بحصوله على 536634.
