استنكر الكاتب الصحفي عباس الطرابيلي، توسع مصر في استيراد معظم الخضروات والفواكه، حتى التي كانت مصر تتميذ بها مثل القرع والملوخية وحتى ورق الشجر، مبديا حزنه على ما وصل إليه حال الاقتصاد المصري واعتماده على الاستيراد في كل شيء. وقال الطرابيلي في مقال له على صحيفة "المصري اليوم" بعنوان" يا وكستى.. مصر تستورد القرع!" أن مصر تنفق حوالي 12 مليار جنيه لاستيراد هذه السلع متسائلا :هل هناك من أمل في أي إصلاح اقتصادي.. أم نجرى وراء الشاذ من هذه السلع. والى نص المقال: لم أصدق عينىّ، وأنا أقرأ، أمس، أننا نستورد من الخضر والفواكه ما قيمته 11.7 مليار جنيه.. وهذا الكلام ليس من عندى، بل جاء فى أحدث ما أصدره الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء. ولا عيب فى أن نستورد.. بشرط أن نكون أيضاً من المصدرين، فالجريمة أننا نستورد سلعاً كنا فى مقدمة من ينتجها.. بل كنا نصدرها!! وتعالوا نقرأ قائمة ما نستورده.. إذ نستورد من الخضروات: بطاطس، طماطم، ثوم. حتى الكرات!! والبصل والخس والبنجر والبسلة واللوبيا والخرشوف.. ناهيك عن استيراد فول التدميس والسبانخ والبامية.. أما أن تصل الأمور إلى استيراد الملوخية التى هى مصرية 5000? فهذه هى الكارثة.. والأبشع منها أن نستورد الباذنجان وربنا يرحم محمود شكوكو الذى غنى للباذنجان أبو خل.. ولكننى أرى العيب كله فى استيراد القرع.. والكوسة.. إذ نحن من ابتدع كلاهما.. فما أكثر ما زرعناه من الكوسة التى هى أسرع من القمح، وما أكثر القرع فى كل مراحل حياتنا!! آه ممكن نستورد الخرشوف لزوم عشاق الأكل «الدايت».. وإذا لم يتوفر لن نموت.. حتى ولو توقفنا عن استيراد الكرات.. وفاضل نستورد البصل الأخضر ويمكن أن نتوقف عن استيراد الصنوبر، والكريز، والتوت البرى، والعنب من شيلى «فى غير الموسم» والبندق والفسدق. أما أن نستورد التمور ومصر ثالث دولة فى العالم فى عدد أشجار النخيل. فهذا هو العار. وربما نستورد البطيخ المربعات بدون بذور.. والكمثرى اللبنانى، رغم أننى أعشق الكمثرى الخشابى المصرية. وكنت أعشق فى طفولتى التوت المصرى، الذى توسع محمد على باشا فزرع 200 ألف شجرة توت فى مصر، خلال عامين، ليربى عليه دود القز لإنتاج الحرير. والمضحك المبكى أننا نستورد أيضاً أوراق الشجر!! بالذمة ده كلام!! أنا نفسى لن أستغنى عن كوب الحلبة الحصى أو كسرولة الحلبة إياها بسكر السنترفيش، هل مازال موجوداً؟.. وكنت أحياناً ما أكتفى بإفطارى بكسرولة الحلبة الحصا برغيف بلدى بتعريفة.. وأقبل يدى وش وظهر أن يسر لى الله سبحانه هذا الإفطار اللذيذ!! ومن المؤكد أننا نستورد سلعاً استفزازية مثل الزعفران، تعرفوا نصف الجرام ثمنه كام. أو جوزة الطيب الواحدة بكام.. أو حتى جرام المستكة التى بدونها لا تحلو الشوربة أو يجود السمك بالمستكة والشيبة!! ثم بعد هذه الأرقام «حوالى 12 مليار جنيه» لاستيراد هذه السلع.. هل هناك من أمل فى أى إصلاح اقتصادى.. أم نجرى وراء الشاذ من هذه السلع.. ولا تقولوا لنا: اللى عايزها يدفع، لأن الدولة تتحمل أعباء توفير أموال استيرادها. حقاً: وكم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحك كالبكا!! والله دى مصيبة.. وأى مصيبة.
