مع طلعة شمس اليوم.. ستكون المؤشرات الأولية، قد اقتربت من تسمية الرئيس المنتخب.. البعض يطالب باحترام النتائج.. في إشارة إلى "الاضطرابات" المتوقَّعة، حال فوز مرشح محسوب على النظام السابق.. وهي محض "أمنية" لا تقدم أية ضمانات لمرحلة ما بعد انتخاب الرئيس.. إذا جاءت الصناديق بما لا تشتهي قوى الثورة. الحسابات على الأرض.. تستبعد فوز مرشح "فلولي".. وتؤكد على جولة إعادة بين د. محمد مرسي، ود. عبد الفتوح.. وهي النتيجة التي ستقابَل بارتياح كبير، وربما تفضي إلى مشاعر عامة، غير قلقة من نتيجة الإعادة.. لأن "الرئيس" المنتخَب في هذه الحالة سواء كان مرسى أو أبو الفتوح، فهو ابن الثورة وسليلها.. يمسي فوزه تعبيرًا رمزيًا على طي صفحة الماضي.. وانتزاع "الراية" من النظام القديم وتسليمها إلى النظام الجديد. بالتأكيد تظل معركتنا الحقيقية، مع هذا الجنرال أحمد شفيق.. وفوزه ولن يحدث إن شاء الله سيكون انتكاسة كبيرة، ورِدَّة سياسية إلى "جاهلية" عصر مبارك. هزيمة "شفيق" هي فعلاً هدف قومى رفيع.. فهو عبء على الجميع.. على حقوق الإنسان المصري، وعلى المؤسسة العسكرية أيضًا.. ولا أصدق أبدًا ما يتردد بأنه مرشح المجلس العسكري.. بل إن فوزه سيورط الأخير في أزمة ثقة عميقة مع المجتمع المصري، إذ سيظل والحال كذلك سندًا على "تواطؤ" العسكر على مدوَّنة الثورة.. بسبب ما يخلفه من انطباع بأنه جاء إلى المقعد الرئاسي عبر دبابات الجيش.. وفي ذات السياق فإن تصريحاته العنيفة، بشأن استيداع الجيش حال فوزه لقمع الاحتجاجات المتوقعة على نتائج الانتخابات، كانت مفزعة بالنسبة للجنرالات الذين يديرون المرحلة الانتقالية؛ لأنها تعني توريط الجيش في مواجهات دموية من أجل عيون "الرئيس الفلولي". وعلى صعيد "حقوق الإنسان".. فإن شفيق، ألمح أكثر من مرة إلى نيته فى إعادة بناء الأجهزة الأمنية، على النحو القمعي والوحشي، التي كانت عليها في عهد الجنرال الدموي حسني مبارك.. ولعل تلك التصريحات، هي التي عززت من حماس قطاع كبير من ضباط الشرطة لشفيق، وتجلت في انخراط بعضهم في الدعاية "العُرفية" أو "السرية" له.. وحشد عائلات جنرالات الداخلية للتصويت لصالحه. على أية حال.. لن يفوز شفيق.. ولكن من المهم، إدراج السيناريوهات المحتملة حال حقق المفاجأة، على قائمة أولويات المقاربات السياسية؛ لأنها ستكون كارثية على المستقبل، قد تُفضي فِعلاً إلى تعطيل الحياة في مصر، والدفع بها إلى حافة الإفلاس؛ لأن شفيق محض مشروع سقوط وانهيار حضاري وإنساني وأخلاقي.. ولعل الآمال اليوم معلقة على فارسي الرهان، مرسي وأبو الفتوح، لإنقاذ مصر من هذا الكابوس المرعب. [email protected]