قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن نكسة 5 يونيو 1967، كانت بمثابة صدمة مروعة لمصر، لم تستفق منها بعد، وذلك بعد أن دمر الطيران الإسرائيلي القواعد الجوية المصرية المتمركزة بالقرب من القاهرة، ما أدى في النهاية إلى سقوط سيناء في أيدي الإسرائيليين. وقالت الوكالة، فى تقرير لها، نكسة 67 تبعها حرب 73 التى انتصرت فيها مصر، ثم دخولها لاحقا في مباحثات السلام مع إسرائيل، لتصبح أول دولة عربية تبرم معاهدة سلام مع أعدائها، مشيرة إلى أن مصر الآن لم تعد تلعب الدور الذي كانت تضطلع به إبان حكم عبد الناصر من حيث تبوأها لموقع الريادة السياسية والعسكرية والثقافية في العالم العربي الذي شهد آنذاك وحدة لم تدم طويلا مع سوريا. وقال توفيق أكليماندوس، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الفرنسية بمصر: "تضاءل الدور المصري وبقوة في أعقاب العام 1967، وسددت النكسة طعنة نافذة لحلم الوحدة العربية". وقال شريف يونس، مؤرخ بجامعة حلوان: "الشعب وقف مع عبد الناصر الذي كان رمزا وبطلا ملهما لهم في وقت كانوا يبحثون فيه عن هويتهم بعد التحرر من الاستعمار". وأضاف يونس: "لكن وفي أعقاب العام 1967، بدا عبد الناصر عاجزا، ومن ثم لم تعد مصر قادرة على مواصلة الإمساك بدفة القيادة. فقد كانت بحاجة إلى المساعدة لإعادة بناء جيشها"، متابعًا: "لم يعد عبد الناصر يطالب بتحرير فلسطين، وبدأ يطبق بدلا من ذلك الشعار القائل (إزالة أثار العدوان)" وأوضحت الوكالة أن الهزيمة في حرب العام 1967- وما تلاها من عزلة مصر من جانب أشقائها العرب في أعقاب توقيع القاهرة على معاهدة السلام مع إسرائيل في العام 1979- فاقمها تصاعد الدور المحوري الذي تلعبه دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية، لاسيما مع ارتفاع أسعار النفط في سبعينيات القرن الماضي. وساعدت الضربة التي تلقاها حلم الوحدة العربية الذي طالما كان يراود عبد الناصر، أيضا على ظهور الحركات الإسلامية المتطرفة، وفقا لما ذكره خبراء. وقال هنري لورينز، المؤرخ المتخصص في شئوون الشرق الأوسط:" حرب العام 1967 كانت عاملا مهما في صعود التيارات الإسلامية المتشددة في العالم العربي، نظرا لأن الحكومات العربية الثورية يُلقى عليها باللائمة في الهزيمة التي مني بها الجيش المصري في العام 1967". وبعد مضي نصف قرن، أصبحت فكرة أن تمسك أية دولة بدفة القيادة في المنطقة، عتيقة ولا وزن لها. وفي هذا الصدد، قال يونس: "قضية أن تلعب أي دولة دور القيادة انتهت. فالأنظمة العربية الحاكمة قائمة على شيء من توازن القوة والتحالفات بينها، بغض النظر عن قوتها".